في دراسة استراتيجية حول انتظارات المرأة المغربية بخصوص تمثلها لصورتها في وسائل الإعلام السمعية البصرية، تتصور62% من المستجوبات الأكثر تعلما، بخصوص وضعية المرأة المغربية، أن تنامي الولوج للتعليم هو أهم تحول بالنسبة لهن، 20% منهن ينعمن باستقلالية أكبر و15% منهن ينعمن بحرية أكبر. وبالمقابل يرين أن ذلك حقق لهن اعترافا أكبر داخل المجتمع والأسرة، لكنه في نفس الوقت كان له أثر سلبي على وضعيتهن، حيث تضاعفت مسؤولياتهن ومهماتهن داخل البيت وخارجه. وفي ما يتعلق بالتصورات المرتبطة بصورة المرأة في وسائل الإعلام، ترى 77% من النساء المستجوبات أن وسائل الإعلام تحترم المساواة والإنصاف على مستوى التمثيلية العددية للنوع (مهنيات الإعلام والتنشيط)، لكن مع وجود فوارق كبيرة بين عالمين يمثلان وضعيتين متعارضتين بالنسبة لما تعيشه النساء المغربيات، حيث تتوزع المشاهدات بين نموذجين متعارضين: المرأة الإطار (مهنيات الإعلام والتنشيط) أو التي تقوم فقط بأشغال المنزل الجاهلة والمقموعة (في الإشهار والتخييل). وصرحت أغلبية النساء المستجوبات بخصوص التصورات والمواقف المرتبطة بتمثلات المرأة في وسائل الإعلام السمعية البصرية أن الإشهار والتخييل (أفلام، مسلسلات...) هي البرامج الأكثر بعدا عن واقع المرأة والأكثر حطا من قيمتها، فبالنسبة لهن تعتبر صورة المرأة في وسائل الإعلام السمعية البصرية صورة زائفة ذات طابع خادع وتحقيري لا يعكس واقع المرأة المغربية.كما يعتبر التلفزيون المغربي مرآة مُشَوِّهَة ولا يقترح اليوم نماذج يمكن احتذاؤها كهوية للنساء. كما لا ينهض بالكامل بدور المواكبة والدفع إلى تغيير المجتمع. كما لا يشيع مفهوم المساواة بين الجنسين. وتجد 95% من المستجوبات أن الأخبار هي الأكثر إبرازا لقيمة المرأة، وتجد 93% ذلك في التنشيط، و53% في الإشهار، و52% في التخييل. وبخصوص البرامج الأكثر قربا من واقع المرأة، ترى 35% من المستجوبات أن ذلك يتحقق مع الأخبار، وحسب 18% مع التنشيط، وحسب 18% مع التخييل، وحسب 4% مع الإشهار. وتستنتج الدراسة أن الصور التي تبثها وسائل الإعلام عن النساء هي صور متناقضة حسب أصناف البرامج، حيث تلاحظ الدراسة قطيعة واضحة بين الصور التي تروجها النساء المهنيات في مجال الأخبار والتنشيط، والشخوص النسائية التي توظفها في التخييل والإشهار... ففي البرامج الإخبارية، هن أنيقات وذوات خبرة بالنسبة ل 90% ومتعلمات (49%) ومستقلات ومحترمات (92%) ومسؤولات (90%). أما في الإشهار، فهن تقليديات (47%) ومقتصرات على الأشغال المنزلية (69%) ومتعلمات قليلا وغير ذوات خبرة (41%) وخاضعات للرجال (21%). أما في التخييل (الأفلام والمسلسلات)، فهن خاضعات بالنسبة ل 37% وذوات أخلاق متفسخة (45%) وماكرات (36%) وضحايا (32%) وطائشات بالنسبة ل 30%. وللإشارة، فإن هذه الدراسة التي أنجزتها وزارة الاتصال بتعاون مع صندوق دعم المساواة بين الجنسين، التابع للوكالة الكندية للتنمية الدولية (برنامج التعاون الكندي بالمغرب) وقدم ملخص تركيبي لنتائجها وتوصياتها يوم الأربعاء الأخير بالرباط، أنجزت ما بين 8 و28 فبراير 2010 وشملت 1500 امرأة من جميع أنحاء المغرب تتراوح أعمارهن ما بين 15 و55 سنة، يقطن بالمناطق الحضرية والقروية وينتمين لفئات سوسيو-اقتصادية ووضعيات مهنية مختلفة.