تحتضن مدينة ابن احمد، ابتداء من يوم غد الجمعة 2 يوليوز 2010، وعلى امتداد ثلاثة أيام، المهرجان الوطني الأول ل »لوتار«. هذه التظاهرة الوطنية التي ستشارك فيها العديد من الأسماء المرتبطة بهذه الآلة المغربية على المستوى الوطني، مثل الشيخ أحمد ولد قدور، صديق المثقفين، والذي يعتبر ذاكرة فنية، وخزان مؤتمن لهذا الإرث المغربي ورويشة وغيرهما من الأسماء التي تركت بصماتها على هذه الآلة. ويبتغي المنظمون لهذا المهرجان، الذي يعتبر الأول من نوعه، التعريف بالموروث الثقافي، والتحريض على المحافظة والاهتمام بالتراث الغنائي لآلة لوتار أو «الگنبري» في ظل الزحف التكنولوجي الذي يقلص من بريق وتوهج «لوتار»، بعدما كان ارتباطها لصيقاً بالأغنية الشعبية وبفن العيطة على الخصوص. هذا الزحف التكنولوجي الذي يحاول القضاء على هذا الموروث، في الوقت الذي كان من المفروض أن يتم تحصين هذا المكتسب الموسيقي المغربي الذي تتميز به بلادنا، والذي كان وسيلة للتغني بالحب وبالوطن. وهذا المهرجان هو محاولة لإعادة الاعتبار لهذه الآلة التي رافقت أجيالا من أشياخ العيطة، كأحمد ولد قدور، رويشة، جمال الزرهوني، الفنان عابدين، الثنائي قشبال وزروال، الثنائي قرزز ومحراش، وغيرهم من الأسماء الفنية التي أبدعت في هذا المجال وأطربت العديد من الأجيال. اختيار ابن احمد عاصمة العلوة وحاضنة لهذا التراث المغربي، لم يكن اعتباطيا، بقدر ما جاء لرد الاعتبار للوتار ولهذه المنطقة الجغرافية المعروفة بتاريخها النضالي التي ساهم أبناؤها في دحر الاستعمار الأجنبي، كما شكلت في الماضي ومازالت حضنا توهجت من خلالها العيطة المغناة والمحكاة بواسطة آلة لوتار، وفي هذه المحطة الفنية، إصرار على إعادة الاعتبار لهذا الهامش من تراثنا الفني المغربي.