ما الذي أصاب «ابن رشد» ؟ ماذا وقع ويقع ؟ وكيف «انتفض» للاحتجاج وإسماع صوته عاليا، ليس في الدارالبيضاء لوحدها وإنما كذلك بالرباط وفاس ومراكش؟ وقفات، مسيرات احتجاجية، وإضرابات عاشت على إيقاعها خلال شهر يونيو أغلب المصالح الاستشفائية بالمراكز الصحية الأربعة، باستثناء أقسام المستعجلات والإنعاش، نتيجة واحدة والأسباب متعددة العنوان الأبرز لها هو «سياسة التسويف والمماطلة»! مساعدون طبيون، متصرفون، مهندسون، ممرضون، إداريون وتقنيون، الكل غاضب/متضرر من «غياب إرادة حقيقية لإيجاد حلول منصفة وموضوعية تهم نقاط/محاور الملف المطلبي الذي أشهرته هذه الفئات في وجه تجاهل المسؤولين بالإدارة المركزية لمطالبهم، وهو الأمر الذي ترتب عنه تفشي حالة من الاحتقان والتوتر الاجتماعي»؟ مشاكل/مطالب بالجملة تهم «تحويل انخراطات العاملين التابعين للميزانية المستقلة والمنخرطين في النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد إلى الصندوق المغربي للتقاعد، تسوية الوضعية المادية والإدارية للموظفين حاملي الإجازة، والرفع من قيمة التعويض عن الحراسة والإلزامية، والإسراع بتسوية الوضعية المادية للأعوان الذين تم إدماجهم في السلم الخامس بعد حذف السلالم من 1 إلى 4»، ذاك ما أعلنت لجنة التنسيق الوطنية للمراكز الاستشفائية الجامعية، التابعة للنقابة الوطنية للصحة العمومية، والعضو بالفيدرالية الديمقراطية للشغل، عن الدفاع عنه ومطالبة وزارة الصحة بضرورة القيام به وإيجاد حلول له، «إضافة إلى تخصيص تعويض مادي تحفيزي لفائدة الموظفين الذين ثم إدماجهم من الميزانية العامة إلى الميزانية المستقلة، مع ترك حرية الاختيار بالنسبة إلى الموظفين الملحقين، دون إغفال رفض المس بمهنة التمريض خارج القانون المنظم لمعاهد التأهيل في الميدان الصحي حرصا على جودة الخدمات وخدمة لصحة المواطن. وكذا فتح حوار خاص بالمراكز الاستشفائية ومعهد باستور المغرب، مع ضرورة مراجعة القوانين المنظمة للمراكز الاستشفائية وبالخصوص ما يتعلق بتعميم تطبيق المراسيم الصادرة عن وزارة الصحة على المراكز الاستشفائية الأربعة، وتفعيل الحركة الانتقالية في ما بين المراكز الاستشفائية. إنه احتجاج «ابن رشد» الذي خرج عن صمته، وقرر التعبير عن «ألمه»، الذي إذا ما انضاف إليه (تخلي) «أبقراط» عن قسمه، فسيكون ذلك عنوانا كارثيا بكل المقاييس عن واقع الصحة «العليل» الذي تعرفه بلادنا على «أغلب» المقاييس ؟!