كشفت النتائج الأولية للدراسة «الإكتوارية» عن خلل بنيوي عميق في عدة مجالات بالتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، وهي الدراسة التي أمرت بها القيادة الجديدة للتعاضدية، والتي تم تقديمها أمام المجلس الإداري لهذه المؤسسة المنعقد مؤخرا بالرباط، حيث أوضحت أن 56% من موارد التعاضدية تستهلكها ميزانية التسيير. وقد اعتبر الرئيس عبد المولى عبد المومني أمام أعضاء المجلس الإداري أن التعاضدية ستكون في المستقبل القريب في وضع حرج، خاصة بالنسبة للقطاع التكميلي، إذ وصل العجز إلى 26 مليون درهم، والذي هو مرشح للارتفاع. إذا لم تتخذ الإجراءات الكفيلة بتصحيح الوضع، في وقت يزداد فيه تراجع الشريحة العمرية النشيطة وترتفع نسبة المحالين على التقاعد. وأكدت الدراسة التي تم تفعيلها من طرف القيادة المنتخبة الجديدة أن نفقات التعاضدية تفوق مداخيلها بكثير نتيجة تزايد نفقات الدواء وتوسيع مجال الأدوية المؤدى عنها. كما أن هذه الوضعية جاءت نتيجة التراكمات السلبية التي عاشتها التعاضدية في عهد رئيسها السابق محماد الفراع. في هذا السياق صرح عبد المولى عبد المومني لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أنه تم اتخاذ بعين الاعتبار نتائج الدراسة المنجزة. ومن أجل مجابهة هذا الوضع يضيف عبد المومني تم وضع إجراءات استعجالية ومخطط استراتيجي، من أجل الرفع من المداخيل، ومع ذلك يضيف عبد المولي عبد المومني« استطعنا في ظرف أقل من سنة من أداء مبلغ 95 مليار على دفعتين كتعويض عن ملفات المرض في الدفعة الأولى، بلغت المستحقات المؤداة 55 مليارا والدفعة الثانية 40 مليارا، كما أنه تم تسريع وتيرة المرض التي وصلت الى 38 يوما مقابل سنوات كانت تستغرقها هذه العملية في التجربة السابقة. كما تمت الموافقة على مشاريع القوانين التعديلية، القانون الأساسي، قانون اللجان المنبثقة عن المجلس الإداري، قانون اللجان الجهوية. بالمقابل كان المجلس الإداري السابق قد وافق على إدماج الموظفين الذين تم إدماجهم في التجربة السابقة بدون أن يتم ترسيمهم، ويتعلق الأمر ب 188 موظفا. حيث تم الاتفاق على إجراء امتحانات لهؤلاء الموظفين، وبدأت العملية منذ ثلاثة أسابيع ، و تمر في أجواء نزيهة. وكان المجلس الإداري المنعقد يوم السبت الماضي قد تدارس الملف المطلبي للشركاء الاجتماعيين داخل المؤسسة، كما صادق على تنظيم أيام دراسية بتعاون وشراكة مع تعاضدية الوظيفة العمومية الفرنسية يومي 13، 14 يوليوز المقبل من أجل الرفع من مستوى تكوين وتأطير موظفي التعاضدية ومنتخبيها لترسيخ بنية سليمة في مجال الخدمات الصحية.