يشكل سوق (بايو) الذي يتواجد وسط مدينة بركان، إحدى ابرز النقط السوداء التي كان المواطنون يتطلعون الى ان يشملها برنامج التأهيل الحضري الذي استفادت منه بعض جوانب المدينة، إلا انه ولاعتبارات تظل غير مفهومة تم استثناؤه من العملية ليبقى فضاء مفتوحا على كل مظاهر الفوضى والاوساخ التي تسيء لسمعة المدينة و التي كان من المفروض ان تكون نموذجا للتنظيم والنظافة لصغر مساحتها من جهة وبساطة بنيتها العمرانية من جهة ثانية ، فهذا السوق عبارة عن براريك بنيت بمختلف بقايا الزنك والحديد والخشب والبلاستيك والقصب فجاءت على شكل مسارب وممرات مظلمة تختلط فيها الخضر بالملابس المستعملة والسمك باللحم والخشب بالدجاج بجانب مأكولات معروضة في بعض الزوايا وسط شروط تبعث على السخط جراء المستوى الذي بلغه الاستخفاف بصحة المستهلك بهذا السوق الذي تناسلت به البراريك وتوسعت حتى احتلت جوانب من الازقة التي تعرف عرقلة حقيقية للسير تصل في كثير من الاحيان الى الاصطدام بين السائقين، بل انه لم تسلم من هذا التوسع حتى أسوار المدرسة المجاورة التي يعاني داخلها الاساتذة والتلاميذ على السواء من الضجيج والفوضى ، وذلك على مرأى ومسمع المسؤولين . أحد التجار البسطاء بهذا السوق علق على هذا الوضع « واش احنا ابغينا نبقاو فهاذ الوسخ ونتشواو تحت الزنك في هاذ الشمس.. راه مابغاوش يحلوا المشكل ديال سوق باكورة باش نرحلوا » ويوضح هذا التاجر ان اغلب هؤلاء التجار يملكون دكاكين بسوق باكورة وهو سوق تم بناؤه وفق شروط عصرية وكان من المفروض ان ينتقل هؤلاء الى هناك الا ان مجموعة من المشاكل التي طالت حالت دون ذلك في ظل تماطل مكشوف ، حيث كان من الواجب ان يواكب المسؤولون حركية التأهيل الحضري التي تعيشها كل المدن المغربية فيبادروا الى ايجاد الحلول المناسبة تنصف من جهة هؤلاء التجار و تخلص المواطنين والمدينة على السواء من هذه النقطة السوداء التي لم يعد لبقائها اي مبرر. وقد عبر احد المواطنين باسم السكان المجاورين لهذا السوق وهو يتحدث للجريدة عن استنكاره الشديد لهذا الوضع الذي يجعل الاسر والعائلات تعيش قلقا مستمرا ليس فقط بسبب الفوضى والازبال ولكن بسبب ما يعرفه هذا السوق ليلا من مختلف مظاهر الانحراف و(التشمكير) والتي حولت حياة السكان الى جحيم حقيقي ، بل والاخطر من هذا ،يضيف، ان الساكنة تعيش خوفا متواصلا من احتمال ان يتعرض السوق الى ما تعرض له سابقا من اشتعال النيران خاصة وانه مملوء عن آخره بالمواد المشتعلة مما دفع بالبعض الى التفكير في عرض مساكنهم للبيع لينتقلوا بأفراد اسرهم الى وجهة توفر شروط الامن والهدوء. فهل سيبادر المسؤولون الى حل مشكل هذا السوق فيعبرون بحق عن انخراطهم في مشاريع إعادة تهيئة المدينة أم انهم سيكتفون بالعمل على تزويق الواجهات وترك المواطنين وسط الاحياء « يعصرهم » الاقصاء والتهميش؟.