مساء يوم الأحد الماضي، ووسط جمهور فني متعدد الفئات ، بقاعة الفن السابع بالرباط، عاش الحضور لحظات ممتعة ترتقي بالفن الرفيع إلى مكانته الطبيعية وسط النقاد والفنانين والإعلاميين، عبر تكريم مستحق للمخرج المصري محمد خان. اعتبره العديد من النقاد أحد بناة فن السينما الجديدة الكبار بمصر، معتبرين سينماه منسجمة مع توجهات «سينما المؤلف» البعيدة كل البعد عن التنميط والقوالب الحديدية، التي خرجت بالبطل السينمائي الكلاسيكي من حلقة الوجه الجميل والوضع الاجتماعي المريح، إلى مساحات فسيحة تشمل أشكالا وأوضاعا متنوعة ومختلفة للواقع المصري والعربي، مسلطا الأضواء على وقائع من حياة البسطاء والمهمشين وحالات البؤس العربي.. درس محمد خان السينما في مصر، وسافر الى لندن، تغلغل لديه حب الفن السابع منذ الشباب والطفولة، فكان يشغل وقته الزائد بمشاهدة الأفلام السينمائية في عقدي الستينيات السبعينيات، وهو العصر الذهبي للسينما العالمية، حيث هناك، تركت أسماء كبيرة بصماتها في حياته أمثال: جان لوك غودار و فلليني و ميلوش فورمان وبازولوني و انكماربركمان و روسليني.. وحين عاد إلى مصر كان متوقدا بالأفكار الجديدة وروح الابتكار، لكن برغم تردي واقع السينما آنذاك لم يحد ذلك من طموحاته .. فألف كتابا عن السينما التشوكاسلوفاكية وآخر عن السينما المصرية.. يئس مرحلة البداية، عاد الى لندن ليستقر بها هناك نهائيا، ثم تراجع عائدا مجددا إلى مصر متخليا عن قرار الإستقرار بالخارج، حيث بدأ بمصر رحلته السينمائية الخصبة والثرية. يملك محمد خان أعمالا سينمائية كثيرة، منها: «خرج ولم يعد»، «زوجة رجل مهم»، «بنات وسط البلد»، «في شقة مصر الجديدة» ، لكن أهم إنتاجاته في ذاكرة الفن السابع العربي، هي: «عودة مواطن»، «أحلام هند وكملية» التي عبرت بقوة عن إبداعية وتفاعل مع الفئات الاجتماعية للمجتمع. بحميمية من الرباط تحدث المخرج محمد خان عبر منصة التكريم وبتأثر، معلنا افتخاره بالانتماء إلى جغرافية السينما ومقدرا رغبته الدائمة وقناعته المفضلة للحديث عن «الحب».. محمد خان يحب الإنسان كما يحب السينما، لهذا فهو ممتن للمهرجان بهذا التكريم، ودعى الحضور لمشاركته معنى «الحب» عبر مشاهدته لفيله «شقة مصر الجديدة» ..