حفل بهيج ذلك الذي احتضنه وبتنظيم من مؤسسة «ميديتيرانيو» مسرح سان كارلو بمدينة نابولي الايطالية نهاية الأسبوع الماضي بمناسبة الحفل الأورومتوسطي للحوار بين الثقافات. وهو الحفل الذي توج العديد من الشخصيات العاملة في حقل المجتمع المدني وحوار الثقافات من بينها أندري أزولاي مستشار جلالة الملك رئيس مؤسسة آنا ليد للثقافات الثلاث الذي أحرز جائزة السلام وعبد المقصود راشيدي رئيس منبر المنظمات غير الحكومية الأورو متوسطي الذي توجه المنظمين بجائزة المجتمع المدني. وفي هذا الصدد نوه راشدي، الذي هو أيضا رئيس اتحاد المنظمات التربوية الوطنية والرئيس المؤسس لمؤسسة الشعلة للتربية والثقافة من جهة بالدور الطلائعي الذي اضطلع به مختلف الفاعلين في المجتمع المدني المغربي. وأشار إلى أن المغرب يتوفر على مؤهلات بشرية حقيقية تعمل يوميا وبكل تفان من أجل مساعدة ومواكبة الأشخاص في وضعية صعبة، داعيا المؤسسات العمومية إلى تعزيز شراكتهم مع النسيج الجمعوي ودعمه لكي يتمكن من القيام بمهمته على أكمل وجه. ومن جهة أخرى عبر راشدي عن أمله في أن يتمكن المجتمع المدني من تعزيز موقعه ورفع التحديات المستقبلية للتنمية والحداثة التي يصبو إليها جميع المغاربة. كما أشاد بالمؤسسات التي تواكب المجتمع المدني ونوه بالدور الذي تضطلع به، على الخصوص، وسائل الإعلام. وفي سياق المجهودات التي يبذلها منبر المنظمات غير الحكومية الأورو- متوسطي، دعا رئيسه إلى حوار مسؤول على مستوى المؤسسات الأوروبية والأورو-متوسطية لكي تصبح المنطقة ملاذا للسلم والأمن. يذكر أن منبر المنظمات غير الحكومية الأورو-متوسطي، الذي تم تأسيسه في 2005 بلوكسمبورغ، ويوجد مقره بفرنسا، يهدف إلى تدعيم وتجميع الفاعلين بالمجتمع المدني للبلدان الشريكة في مسلسل برشلونة في إطار شبكة لجمعيات المجتمع المدني في ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث يسعى هذا المنبر إلى تيسير الانخراط الفاعل لهؤلاء الفاعلين في مسلسل برشلونة، بل وعموما في جميع السياسات التي وضعها لتطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والبلدان المتوسطية، خصوصا من خلال الشراكة الأورو-متوسطية. ومن جهتها أشادت مؤسسة «ميديترانيو» بالعمل الذي تقوم به هاتان الشخصيتان المغربيتان وإبراز المزايا التي يتمتعان بها كل في مجال تدخلها، إذ أشاد أعضاء لجنة التحكيم بالسيد أزولاي لالتزامه المتواصل خدمة للحوار بين الثقافات والتقارب بين الشعوب، وكذا لجهوده من أجل السلام والتفاهم للرقي بقيم العدالة والديمقراطية. وفي السياق ذاته أبرز أعضاء اللجنة أيضا مزايا السيد راشدي، مشيدين بجهوده الرامية إلى تعزيز دور المجتمع المدني في صنع القرار ضمن الإطار الأورومتوسطي، معتبرين أن هذا المنبر الذي يرأسه السيد الراشدي، يشكل مرجعا أساسيا لتجميع وتثمين الفاعلين الرئيسيين للمجتمع المدني الأورو- متوسطي. ويذكر في الأخير أن مؤسسة «ميديترانيو» ومنذ إحداثها وهي تعمل على تشجيع الحوار بين المجتمعات والثقافات، وعلى إشعاع مبادئ الحرية والعدالة، عبر النهوض بقيم التسامح واحترام الآخر وقبول اختلافه. كما تعد المؤسسة، التي يرأسها السيد ميشيل كاباسو، أداة للبحث لفائدة السلام والوئام. وقامت مؤسسة «ميديترانيو» أيضا خلال هذا الحفل بتسليم 17 جائزة أخرى تهم أصنافا أخرى مختلفة لشخصيات تنتمي خاصة لعالم السياسة والثقافة. وكان من بين الشخصيات المتوجة خلال الدورة ال` 15 لجوائز «ميديتيرانيو» ، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، ووزير الشؤون الخارجية السويدي، كارل بيلدت، والسفير الأردني بإيطاليا، وجدان الهاشمي، وبطريرك القدس ، فؤاد الطوال.