سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في المجلس الجهوي الموسع بالبيضاء لمناقشة مشروع الورقة التنظيمية فتح الله ولعلو: علينا أن نقوم بدورنا لأن المغرب في حاجة إلى الاتحاد الاشتراكي الطيب منشد: الندوة إجابة عملية على وجود فراغ داخل الحزب و وتقلص إشعاعه
اعتبر لحسن الصنهاجي الكاتب الجهوي للحزب بالبيضاء الكبرى أن المجلس الجهوي الموسع الذي نظمته الكتابة الجهوية للبيضاء الكبرى يوم السبت الماضي، يأتي في إطار الندوات الجهوية التحضيرية في أفق عقد الندوة الوطنية للتنظيم، وهو اللقاء الذي يأتي كذلك تتويجا لسلسلة اللقاءات التي نظمها الحزب على صعيد الكتابات الإقليمية والفروع واجتماع النساء الاتحاديات، من أجل تدارس مشروع الأرضية التنظيمية، مرحبا بأعضاء المكتب السياسي، حيث تناول الكلمة فتح الله ولعلو في الجانب السياسي لتتم مناقشة المحاور الكبرى لمشروع الأرضية من طرف الطيب منشد، وتقديم الكتابات الإقليمية والقطاعات لتقارير ومقترحات في الموضوع. فتح الله ولعلو نائب الكاتب الأول للحزب وفي تدخل له أمام المجلس الجهوي الموسع بالبيضاء المخصص للمناقشة الأولية لمشروع الأرضية التي ستقدم للندوة الوطنية التنظيمية، وبعد ان ابلغ تحيات الكاتب الأول للحزب الأخ عبد الواحد الراضي وعضوات وأعضاء المكتب السياسي، اعتبر ان الدراسة الأولية للأرضية من طرف التنظيمات والفروع بالبيضاء ستسهل المناقشة، مؤكدا أن «انشغالنا بدأ عمليا منذ انتخابات 2007 لما برز أن هناك تراجع لحضور الحزب انتخابيا ولكل ما تولد عن ذلك خاصة في إطار تكوين الحكومة، وهو ما دفعنا بنوع من الشجاعة إلى تحضير نقد ذاتي وموضوعي سميناه التقرير التركيبي الذي أدرجنا فيه نقاط القوة والضعف، ثم المؤتمر الوطني الثامن الذي اتفق على انتخاب قيادة وتوجه سياسي، مؤتمر لما رأى أن القضية التنظيمية لم يعد لها المجال الزمني للتحكم فيه قرر أن يتركها للندوة التنظيمية، كما أن انتخابات 2009 أكدت عمليا تحليلنا الذي ورد في التقرير التركيبي من تراجع بصفة عامة للعمل السياسي ببلادنا وظهور ثقافات جديدة أدت إلى طغيان المال، وهو الانزلاق الذي مس حزبنا بالأساس، نحن الذي نجسم مفهوم الحداثة. كما ذكر ولعلو بمذكرة المكتب السياسي إلى جلالة الملك التي تقر بضرورة العمل على طرح الإصلاحات ورد الاعتبار للسياسة بمفهومها الأساسي. وبخصوص الوضع السياسي، أكد ولعلو ان المغرب عرف حركية لم تكن معهودة من قبل كما هو الحال في التسعينات، نتجت عن التقدم السياسي،«ما حتم علينا أن نموقع الكتلة وأنفسنا في التحولات السياسية، لأن الوضع السياسي يتسم بكثير من الغموض والتعقد، لذلك ارتأى المكتب السياسي طرح قضية الإصلاحات على الجميع وناقشها مع الفرقاء السياسيين انطلاقا من الكتلة» كما اهتم الحزب بضرورة توحيد العائلة الاتحادية والقوى اليسارية . . «المغرب الآن بحاجة إلى نفس جديد» هكذا صرح ولعلو من اجل تجاوز بعض التناقضات المتمثلة في تراجع الأداة السياسية مما يهدد المكتسبات، إذ أن هناك تناقضا يتجسد في الحركية التي يعرفها المجتمع المغربي وبروز قيم انزلقت إلى الانتهازية على حساب النضال. تناقض بين التغييرات السريعة التي يعرفها المجتمع المغربي وعدم إمكانية خلق تواصل معه، دون إغفال أن هناك شعورا دفينا يخترق المجتمع المغربي والسياسي وهو احتياجه لنفس جديد يتمثل في الاحتياج للاتحاد الاشتراكي، وذكر ولعلو في هذا الصدد برسالة اليوسفي في حفل تأبين الراحل محمد عابد الجابري، والتي يجب فهمها واستيعابها، لذلك قال ولعلو « علينا أن نقوم بدورنا الذي لايمكن لأحد أن يقوم به لأن المغرب في حاجة إلى الاتحاد الاشتراكي، مما يحتم علينا الاهتمام بالغاية الأداة وليس الوسيلة». وبخصوص مشروع الأرضية اكد ولعلو على تقوية التآزر بين الاتحاديين، لإنجاح الندوة وللمرور بعد ذلك إلى إعادة إحياء التنظيم وتجديد الهياكل الحزبية، وجعل الحزب أداة للشعب المغربي قادرة على النفس السياسي الجديد . الطيب منشد شدد في كلمته على أن المذكرة لاتعكس رأي أي فرد من اللجنة التنظيمية، بل هي ثمرة عمل جماعي، فبناء على توصية المؤتمر الوطني الثامن تمت برمجة الندوة التي تأتي كذلك نتيجة لشعور ساد سائر الاتحاديات والاتحاديين قبل المؤتمر بوجود فراغ داخل الحزب وتدهور الوضعية التنظيمية وتقلص إشعاع الحزب وانحساره، وعدم قدرته على أن يظل فاعلا في التحولات الاجتماعية التي عرفتها البلاد، والاستفادة من الانجازات التي تم تحقيقها في عهد حكومة التناوب. اللجنة التحضيرية حاولت أن تشخص الوضع التنظيمي للحزب، ولم تخرج عما خلصت إليه لجنة التنظيم بالمجلس الوطني، كما حاولت ذات اللجنة رصد الاختلالات وأسبابها داخل الحزب، وبصفة عامة فإن الحزب لم يعد قادرا على القيام بدوره ووقفت اللجنة على اختلالات ذاتية بعيدة عن تقاليد لم تكن معروفة بصفوف الاتحاد وتسربت إليه، ثم هناك اعتبارات موضوعية خارج إرادة الاتحاد فيها العديد من اللوبيات والمنابر والمصالح، وضعف الحزب جعله غير قادر على مواجهة هذه التحولات. الأرضية كما جاء على لسان الطيب منشد طرحت مجموعة من التساؤلات مع التأكيد على هوية الحزب (حزب اشتراكي، ديمقراطي وحداثي )، وهي الهوية التي ليست مطروحة للنقاش على الأقل خلال هذه المرحلة لان هناك إجماعا حولها. كما تضمنت الأرضية أيضا سبل عودة الحزب للقيام بدوره، في ظل الألفية الثالثة التي نعيشها بتحولاتها العالمية والمشاكل الداخلية المتجلية في مجتمع نفعي، وعودة فئات لعبت دورا أساسيا في مسار الحزب ومنها المثقفون، الجامعة والطلبة بالخصوص، كذلك احتضان الحزب للطبقة العاملة، فئات غابت مقابل ظهور أخرى كالقطاع الجديد، التكنولوجيا الحديثة والمقاولين الشباب. الأرضية في شقها النظري توصي بالتركيز على بعض الفئات الاجتماعية لتوسيع القاعدة عبر الانفتاح غير العشوائي الذي يتم من خلال أنشطة تنظمها الأجهزة والقطاعات محليا، إقليميا جهويا ووطنيا، والتي يكون مجالها هو استقطاب فعاليات لتوسيع دائرة إشعاع الحزب. الشباب أخذ حيزا غير يسير من كلمة الطيب منشد، مشددا على التوجه نحوه بجنسيه، أينما تواجد بالمدرسة، الجامعة والعالم القروي ...، كما ركز على دور المرأة إضافة إلى إعادة احتضان الطبقة العالمة من خلال الفدرالية الديمقراطية للشغل باعتبارها الإطار النقابي مبدئيا الذي يشتغل به كل الاتحاديات والاتحاديين، مع إعادة معانقة هموم وقضايا الطبقة العاملة، والاهتمام بأحزمة الفقر التي تسيج المدن الكبرى التي غاب فيها الاتحاد الاشتراكي، مدن الفقر التي شكلت دوما القوة الضاربة للحزب والتي تركت مرتعا للظلاميين وتجار المخدرات والسلطة التي عاثت فيها. الكلمة تطرقت أيضا للمحطات الانتخابية التي خلفت المزيد من الضعف وخلفت الجراح داخل الحزب، عوض أن تقويه لأن الحزب لم يوفق في تنظيم التنافس بين مكوناته. كما وقفت الأرضية كذلك على مسألة تدبير الاختلاف، حيث هناك توجه يرى انه حان الوقت لترسيم الاختلاف وتنظيمه عبر خلق تيارات لأن من شأن ذلك تسهيل اندماج الأحزاب اليسارية الأخرى داخل الاتحاد الاشتراكي، وأصحاب هذا الرأي هم قلة، في حين يرى المعارضون وهم أغلبية أنه يجب تنظيم الاختلاف بتقوية الديمقراطية الداخلية مع الإبقاء على الحزب واحدا وموحدا مخافة الانشقاق، مؤكدا على الاجتهاد في المساطر المتبعة في المؤتمرات لكونها أصبحت معضلة وذلك لإضفاء الشفافية والمصداقية عليها وحماية إرادة الاتحاديين . النقاش تركز كذلك حول الترشيح الفردي أو باللائحة حيث اقترح بشأنه عدد من مناضلي الجهة أن يتمثل في اللائحة المندمجة بوكيل للائحة رفقة فريق مرتبة ترتيبا أبجديا، ثم اقتراح عقد المؤتمر بشوطين الاول سياسي والثاني تنظيمي، ثم هناك عدم اعتماد نتائج الانتخابات لتحديد عدد المؤتمرين بل انطلاقا من عدد المواطنين.