استغرب عديد من المهتمين بشؤون الدين للمفارقات العجيبة التي بدأت تظهر بمجتمعنا وهم يواكبون أعظمها، التي أثارت حفيظتهم والتي تنطوي عليها كتابتنا وتحمل العديد من التساؤلات والإستفهامات، حيث كسرت النمط المألوف الذي طالما اعتاد عليه المتتبع، وذلك حينما أقدمت قناة الفجر الفضائية ومعها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب على تنظيم مسابقة قرآنية في إحدى الفنادق المصنفة والمعروفة بخدماتها المتنوعة بالعاصمة الفاسية. هذه الإنتقادات لم يكن من ورائها استهداف تظاهرة أو المس بمواضيعها بقدر ما كان يسعى من خلالها الملاحظون إثارة انتباه القيمين على تنظيمها و على تنظيم كل التظاهرات ذات الارتباط بالقضايا الدينية أن يراعوا في اختياراتهم للفضاءات المحتضنة لهذا النوع من الأنشطة مدى ملائمة هذه الأخيرة لقدسية المواضيع المطروحة على طاولة النقاش والمبرمجة على جدول أشغال ندوات المراد عقدها حتى تجنب المشاركين والمشاركات الإحراج ، الذي من الممكن أن يتسبب لهم وهم مصطفون في خشوع ينتظرون أدوارهم في المسابقة ، قد تصادق وقفتهم قرب حانة أو ملهى ليلي أو قاعة عروض ترفيهية. كما تجنب المؤسسة المنظمة ذاتها من كثرة القيل والقال وقد تعتر نجاح مشروعها. وإن كان و لا بد من استضافة هده التظاهرة و شبيهتها بالمركبات السياحية للمزيد من الإشعاع و لمواقعها الإستراتيجية ، فمدينة فاس تغرقها قاعات مجهزة و مخصصة لهذا النوع من الأنشطة و لمختلف التظاهرات الفكرية و العلمية و الأدبية مهما كانت طبيعتها دون السقوط في المتناقضات . رغم هذه الملاحظات و هذا الجدال الواسع الذي تركه تنظيم هذه المسابقة بالعاصمة الروحية للمملكة ، لم يثن الأستاذ وجدي بن حمزة بن محمد الغزاوي رئيس مجلس إدارة قناة الفجر الفضائية عن تشبته برأيه ، معتبرا الاهداف المتوخاة تغنيه عن الموقع أو المكان والتي حددها في تحبيب الناس في الاستماع إلى كلام الله و بيان الاستخدام الأمثل لنعمة الصوت الحسن واكتشاف المواهب والأصوات الندية ورعايتها إلى جانب بيان فضل الإعلام الراحلين والتعريف بعلم القراءات وتقريبه للعامة وبيان الإعجاز القرآني من خلال تطبيق العملي للأحرف السبعة التي نزل بها ، مؤكدا من خلال تصريحه الذي خصه لجريدة الإتحاد الاشتراكي الذي أفاذ فيه أن إدارته اعتمدت إقامة هذه التصفيات بهذا المركب ، الذي أثار العديد من التحفظات بهدف اقتحام مثل هذه الفضاءات التي دأبت تحتكرها باقي التظاهرات ذات البعد الغير الديني من أجل استمالة باقي العموم ، بدليل يضيف الأستاذ الوجدي بن حمزة أن المتسابقين الذين تقاطروا على الفندق من كل أنحاء المغرب والذي قدر عددهم في اليوم الثاني من التظاهرة 1000 مشارك ومشاركة، استطاعوا بفضل أصواتهم وترتيلهم استقطاب عدد من السياح الأجانب المتواجدين بنفس الفندق ، مما دفع بهؤلاء حضور أطوار المنافسة والتقاطوا بعض الصور التذكارية مع المشاركين الذين أبانوا عن إبداعاتهم في مختلف المجالات التجويد والقراءة ، التي يعرفها برنامج التظاهرة . طارق سامي المخرج الفني لقناة الفجر الفضائية تحدث بدوره على مراحل المسابقة والتي تتضمن مسابقة المزمار الذهبي التي حققت نجاحا كبيرا أفرزت تصفياته كنوز قرآنية متعددة المواهب ، مما دفع بإدارة الفجر إطلاق ثلاث مسابقات قرآنية أخرى بالمغرب ‹›إحياء›› لاختيار أتقن الناس محاكاة لائمة القراءة في العالم الإسلامي من القراء الذين رحلوا وبقيت مدارسهم في الأداء القرآني لتؤكد أنهم أحياء، ثم ‹› الأقرأ›› «الأحفظ›› وهما لاختيار أتقن المشاركين جمعا للقراءات برواياتها وحفظا للقرآن الكريم، حيث تميزت مسابقة الفجر هذه السنة باكتشاف صوت رهيب بجمهورية مصر العربية يعود لشاب معاق ذهنيا .