احتضنت فكيك أواخر شهر أبريل الماضي، النسخة الرابعة من المهرجان الدولي لثقافة الواحات، بحضور بعض سفراء الدول المعتمدة بالرباط . ويندرج هذا المهرجان في إطار العناية بالموروث الثقافي والحضاري وحمايته وتحديثه، والعمل على استمراريته لتحقيق توازن متكامل على صعيد المنظومة الواحية، والتي تصادف احتفال المغرب بالذكرى الأربعين ليوم الأرض والبيئة، ساعية إلى تحقيق طفرة للتميز اهتماما بالمجال الواحي كمجال للتعاون والالتقاء والتبادل، وفي نفس الوقت كمجال للسلم والسلام، وربط الاتصال والتواصل بين محتلف الشعوب، الشيء الذي أسبغ على الموروث الثقافي بالبلدة التنوع بخصوصيات متميزة ليشكل نمطا مفردنا في صيغة الجمع، وبمؤهلات اقتصادية واجتماعية وبالتالي تنموية. عرف المهرجان تنظيم عدة ندوات و إلقاء عروض مذيلة بمناقشات ومداخلات تحت عنوان: استراتيجية التنمية الصناعية التقليدية بالمدينة ، البيئة بمنطقة فكيك وإشكاليات الحفاظ عليها. وعلى مدى ثلاثة أيام أقيمت مجموعة من المعارض المختلفة كمعرض للفنون التشكيلية ومعرض للصور، ومعرض للتحف والأدوات، ومعرض للصناعة التقليدية، ومعرض للوثائق والمخطوطات، كما عرف مجموعة من الأنشطة الفنية اتسمت بالتنوع كفرقة عيون الساقية الحمراء، وفرقة جماعة بومريم، وفرقة فكيك 1 ، وفرقة تافلالت، وفرقة جماعة تالسينت، وفرقة محاميد الغزلان، وفرقة جماعة واحة بوعنان، وفكيك2 وفرقة جماعة واحة عين الشعير، وفرقة من دولة مالي. ما ميز بالفعل المهرجان هو تنظيم مجلة دبلوماتيكا ووكالة تنمية الجهة الشرقية لزيارة وفد سفراء كل من الاتحاد الأوروبي ، البرازيل، الأرجنتين، النمسا، كرواتيا، فلندا، المجر، البرتغال، رومانيا، مصر، المكسيك، الهدف منها هو تمكين السفراء المعتمدين بالمغرب، من التعرف بشكل مباشر وأفضل على مختلف مناطق المغرب، وإطّلاع الدبلوماسيين على الأوراش الكبرى المنجزة، و الجارية، والمرتقبة انجازها في فكيك كنتيجة للزيارة المولوية الكريمة سابقا للمدينة. تصريح سفير البرازيل فيرجيلو موريتز انصب زيادة على التعرف بشكل أفضل على البلاد ومختلف مناطقه، التعرف على التجربة الجديدة والهامة ، التعرف على الخصوصيات المناخية والجغرافية لهذه المنطقة. وفي تصريح لوكالة أنباء المغرب العربي، صرح السفير رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي السيد إنيكو لاندابورو الذي أبرز أن المشاريع العديدة التي تمّ انجازها من أجل النهوض بتنمية المنطقة وفك العزلة عنها، مشيرا إلى أنه ليس هناك بلد كبير يمكنه تحقيق التنمية بدون وجود تنمية منسجمة على الصعيد الترابي . وسجل أن المغرب والاتحاد الأوروبي تربطهما علاقة تعاون ممتازة، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي حاضر أيضا من أجل الدعم والمساعدة ليس فقط في المدن الكبرى، بل أيضا في المناطق النائية حتى تكون هناك قدرة على تطوير النشاط الاقتصادي بهدف تمكين السكان البقاء حيث هم وأضاف أن السياحة تعتبر طريقة لإنتاج النشاط الاقتصادي، كما أن قطار الصحراء ( القطار السياحي الرابط بين وجدة وبوعرفة) يظهر أنه بالإمكان جذب السياح خارج الأماكن المألوفة لأن المغرب يقدم عرضا تنوعا للغاية. وأعرب الدبلوماسي الأوروبي عن الأسف للوضعية الحالية في المغرب العربي، مبرزا المؤهلات التي تزخر بها المنطقة، وأن من شأن تفعيل اتحاد المغرب العربي أن يجلب مزيدا من الاستثمارات، ويمكن بالتالي من تنمية اقتصادية كبرى. وقد قام السفراء بزيارة ميداني لعدد من المشاريع التنموية التي تهم المجالات الفلاحية، والثقافية، والصناعة التقليدية، والعمرانية المختلفة، كما تمّ إطلاع أعضاء الوفد على المحاور الكبرى للمباردة الملكية لتنمية الجهة الشرقية، والتي مكنتها من أن تشهد دينامية ونهضة.