تعرض، صباح أول أمس الأربعاء ، السيد ميلود عفيفي، أحد رجال الأمن السابقين، والذي قضى لدى المصالح الأمنية 17 سنة (كحارس أمن) للإفراغ من شقته، بحضور عون قضائي! «وضع لم أكن يوما أتخيل أنني سأواجهه . إنني عاجز عن وصف مستوى الألم الذي يعتصرني» يقول السيد ميلود، الذي كان يغالب الدمع، وهو يتأمل أغراضه مشتتة خارج المنزل! حارس الأمن السابق هذا، تعرض خلال مشواره المهني لحادثة شغل أصيب على إثرها بكسر على مستوى الفخذ، مما ألزمه الفراش لمدة طويلة، لتتم «إقالته» سنة 1987! ميلود عفيفي يقطن شقة بالعمارة السكنية التابعة لثكنة «السيمي سابقا»، ولرجال الأمن بمدينة الدارالبيضاء، منذ أربعين سنة، يؤكد أنه تفاجأ بإفراغه «حيث لم تراع وضعيتي الاجتماعية المزرية، إذ أنني أعيش منذ 1987 من مردود اللوحات الفنية» التي ينتجها كفنان تشكيلي، وهو أخ المرحوم الفنان سعيد عفيفي الذي رحل الى دار البقاء خلال الشهور القليلة الماضية. هذا وقد خلف قرار الإفراغ هذا، «استياء لدى سكان العمارة من أسر الأمن، إذ أنها خطوة تركت ميلود عفيفي، المتقدم في السن، والذي أنهكه العياء، عرضة للشارع، سيما وأنه يفتقد لعمل ولمورد قار، علما بأنه أب لابنين أحدهما (25 سنة و 24 سنة)» . هذا ويلتمس ميلود عفيفي من الجهات المعنية «التدخل العاجل لإعادة الأمور الى نصابها والعدول عن هذا القرار ذي التداعيات الإنسانية الكبيرة على أسرة بكاملها». في السياق ذاته ، أكد للجريدة العديد من قاطني «الإقامة الأمنية» لحي بولو، أنهم تألموا كثيرا لما حل بالسيد ميلود عفيفي وأسرته، «خاصة وأننا لم نعرف عنه سوى حسن الجوار، والسلوك الطيب مع الجميع...».