عاشت الدارالبيضاء ، على غرار باقي المدن، طيلة الأسبوع المنصرم ولا تزال على إيقاع يوم الأرض، حيث نظمت عدة أنشطة في مختلف المناطق للتحسيس بأهمية الحفاظ على بيئة جميلة، وقد شاركت في هذه الأنشطة العديد من المؤسسات والجمعيات والفعاليات، بالإضافة، بطبيعة الحال، الى المقاطعات والمجالس المنتخبة على رأسها جماعة الدار البيضاء. الحضور البارز من خلال الأزياء التي كان يرتديها الاطفال المشاركون في هذه الايام، كان لشركات النظافة العاملة بالدار البيضاء، وهي شركة «سيطا» و«بيتزورنو» و«تكميد»، وهي شركات تقبض من خزينة الدار البيضاء 48 مليارا سنويا من أجل تنظيف المدينة. ودورها في هذا المجال، أي في مجال توفير بيئة صحية يومي وغير متوقف، ولا غرابة أن تكون في مثل هذه الأنشطة على رأس اللائحة، بما أن ساجد قدمها لنا، حين تم التعاقد معها، بكونها ستجعل المدينة «نقية بزاف» وستعمل ، على خلاف ماكان معمولا به أيام كان هذا القطاع تابعا للجماعات، على توفير آليات متطورة، تجمع الأزبال حتى من الزوايا المستعصية، بفضل خبرتها في الميدان وعتادها المتطور! الى حدود الآن لم نشهد آلة متطورة، باستثناء سواعد إخوتنا من عمال البلديات الذين يجمعون الأزبال حبة حبة بمكنسات معروفة لدينا منذ القرن الواحد قبل الميلاد !! ليضعوا هذه الأزبال في صناديق القمامة لتأتي الشاحنة التي ستنقلها الى المطرح. وهي شاحنات لاتصل الى هذا المطرح إلا بعد أن تسقي الشوارع ب «عصير» الازبال مخلفة رائحة تظل ترافق أنفك الى غاية اليوم الموالي! بمعنى أنها تستعمل شاحنات متهالكة غير قادرة على «صون» الازبال وعجنها دون إلحاق الأذى بأنوف ساكنة العاصمة الاقتصادية وزوارها، فلو أن هذه الشركات وفت فقط بما وعدت به في كناش التحملات المختفي الى يومنا هذا عن الانظار، بتوفير آليات في المستوى، بدل الاعتماد على شاحنات الجماعات السابقة مع استثناءات قليلة لكانت قد سجلت نقطة حسنة في مجال البيئة وستكون في مثل هذه المناسبات أول من يوشح بوسام الشكر، بدل أن توزع إشهارها على صدور الاطفال خلال كل مناسبة بيئية! حري بها أن تعفينا من «عصير الازبال» الذي أضحى مؤثثا رئيسيا لأزقتنا وشوارعنا، ولن يتأتى ذلك الا اذا أتت بمعدات جديدة وتركت الإرث «المتهالك »الذي كان في ذمة الجماعات، لتكون بذلك قد ساهمت في توفير بيئة جيدة و«حللت» الثمانية والأربعين مليارا التي تستفيد منها بدون ان تلتزم ببنود دفتر التحملات، الذي علمنا ببعض فصوله من خلال «كلام» ساجد، ولم يره أحد على الورق!