النداء الذي أطلقه الفلاسفة المشاركون في الدورة التاسعة للملتقى الدولي لربيع الفلسفة المنعقد بمدينة فاس، لايمكن وصفه سوى بأنه نداء الحكمة أو نداء الحكماء الذين ينشدون التسامح وإقرار فضيلة الحوار بين شعوب المتوسط التي اعتبرها النداء شعبا واحدا، يسكن في وطن واحد، يمنح للجميع الحق في الهوية والوجود الذي يحمل توقيع الوطنية المتوسطية للجميع، من أجل تحقيق متوسط إنساني يعمه السلم والضيافة وحسن الجوار والمحبة والأخوة وفضيلة الحوار. النداء دعا أيضا إلى تعقل المجتمع السياسي وإنصاته إلى انتظارات المجتمع العلمي والمجتمع المدني لتحقيق وحدة شعب المتوسط التي تشتت بفعل الحقيقة الدينية والسياسة والاقتصاد المتوحش الذي قسمه إلى شمال وجنوب. إن نداء هؤلاء الفلاسفة الذين لايريدون من المتوسط، ومن الفلسفة سوى جعل الإنسان سعيدا هو نداء يستحق فعلا أن يتوقف العقلاء عنده، ويستحق أن يدعمه كل من يكتوي بنار الاقتصاد المتوحش، وأهواء السياسة المتقلبة، والتطرف الديني من أجل تكريس وترسيخ «الوطنية المتوسطية» والانتماء إلى هذا الوطن المتوسط الذي عبرت ضفاف بحره الحضارات والثقافات صعودا ونزولا لجعل حياة البشرية أفضل وأجمل لولا ... لولا.