أكدت مصادر متطابقة أن أبناء المعتقل السياسي لدى البوليساريو، بلوح أحمد حمو، تمكنوا من الفرار من جحيم مخيمات تندوف، بمساعدة بعض أقاربهم ، وأنهم يوجدون في موريتانيا بانتظار عودتهم إلى المغرب. وجاء فرار أبناء بلوح خشية تعرضهم للاعتقال والتعذيب على غرار ما يتعرض له العديد من أبناء قبيلة ولاد الدليم الذين أصبحوا مستهدفين من طرف قيادة البوليساريو، خصوصا بعد عودة أحد زعمائهم إلى أرض الوطن ، أحمد ولد سويلم . وكان الناشط الحقوقي بلوح أحمد حمو ، قد اختطف في دجنبر الماضي رفقة أحمد سالم شيباني حمو، ومحمد السالك ولد كية، على إثر مشاركتهم في وقفة احتجاجية ضد القمع الذي تمارسه البوليساريو على محتجزي مخيمات تندوف وتحويل المساعدات الدولية لجيوب حفنة من قيادتها على حساب معاناة المحتجزين . عائلات المعتقلين السياسيين ، حملت قيادة الإنفصاليين مصير أبنائها الذين تعرضوا ولازالوا إلى تعذيب وحشي ، خصوصا بلوح أحمد حمو الذي يخوض إضرابا عن الطعام منذ أزيد من ثلاثة أسابيع ، وكانت عائلة هذا الأخير قد وجهت نداء دوليا لإنقاذ حياته، محذرة من مغبة تعرضه لنفس المصير الذي لقيه ابن عمه، سلمتو ولد مليكة، الذي اغتاله البوليساريو بعد أن جهر بمعارضته لهم. وكان للتحركات التي قامت بها عائلات المعتقلين السياسيين الثلاثة تأثير كبير على الوضع بمخيمات تندوف ، حيث حظيت وضعيتهم بتعاطف كبير هناك ، وزادت من حدة الاحتقان بين المحتجزين الذين أصبحوا أكثر من أي وقت مضى مصرين على الفرار من المخيمات والعودة إلى الوطن ، وهو ما تمكن العشرات منهم من تحقيقه في الأسابيع الأخيرة . وأمام اتساع دائرة التعاطف مع المعتقلين السياسيين الثلاثة ، وفي خطوة للهروب إلى الأمام ، قامت قيادة الإنفصاليين بتلفيق تهمة جديدة لهم وهي التجسس لصالح المغرب وموريتانيا ، والاستعداد لتقديمهم إلى محاكمة عسكرية . وفي هذا الإطار ذكر مسؤول سابق في البوليساريو أن المعتقلين معرضين للإعدام وهو ما يتطلب تدخلا من طرف المنتظم الدولي لإنقاذ حياتهم. عائلة المعتقل بلوح أحمد حمو، أعلنت أنها أجرت اتصالا مع محامين من فرنسا وإسبانيا، وأن اثنين منهما يتفاوضان حاليا مع الدرك الجزائري للسماح لهما بحضور المحاكمة الصورية التي يتوقع أن تشهد احتجاجات واسعة في صفوف محتجزي تندوف.