عقد سكان مدينة عين تاوجدات بعد الانتخابات الجماعية آمالا كبيرة على المجلس البلدي من أجل تنمية المدينة وتأهيل البنيات التحتية والعناية بنظافتها ليتم فتح صفحة جديدة تتجاوز مظاهر الإهمال التي كانت سائدة في عهد المجلس السابق، خاصة وأن جماعة عين تاوجدات تتميز بموقع جغرافي إستراتيجي هام بين ضفتي فاس ومكناس وبمؤهلات طبيعية وبشرية جعلتها كمدينة لها جاذبية مهمة وأفاق نمو واعدة، فساكنتها تبلغ 22028 نسمة حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2004، ومعدل سنوي يقدر ب 3,2% هو الأعلى على مستوى إقليم الحاجب. فرغم تغيير الوجوه القديمة في المجلس البلدي، إلا أن الرأي العام المحلي -لحد الساعة- مازال ينتظر بصمات قوية لهذا المجلس الحالي على الخريطة للتنمية المحلية للمدينة، كما أن مدينة عين تاوجدات تمثل درجة تحضر مهمة على الرغم من أنها تعتمد على الاقتصاد الفلاحي. ويبدو أن لها كمدينة مستقبل تنموي واعد إذا وجدت الإدارة والإرادة القويتين في مجلسها البلدي الحالي الذي مازال يحبو على سكة تدبير الشأن المحلي. فالمدينة لم تصل إلى المستوى الذي يجب أن تكون عليه، فالشبكة الطرقية بالأحياء تعرف حالة تردي مزرية، حيث تغزو الحفر معظم الأزقة والشوارع، وأصبح السائقون يشتكون من الوضعية المهشمة والمزرية للطرقات، كما تنعدم علامة التشوير بوسط بالمدينة. وما يشكل هاجسا مخيفا لسكان عين تاوجدات هو التلوث المتعلق بمخلفات مصنع زيت لوسرا، الذي ينبعث دخانه يوميا على الساكنة، وتغزو روائحه الكريهة كل المنازل، هو ما سبب تلوثا للجو مؤثرا سلبيا على النظام البيئي (الهواء والماء والتربة)... مما أدى إلى تدهور واضح للبيئة وإلى مضاعفات صحية كالحساسية في الجهاز التنفسي. وإذا لم يتم إيجاد حلول كوضع أجهزة لتصفية الهواء، سيبقى هذا المعمل نقطة سوداء تعاكس مجرى رياح التعبئة الوطنية الشاملة من أجل إرساء ميثاق وطني للبيئة والتنمية البشرية المستدامة. كما يلح ويشدد الرأي العام على ضرورة اهتمام هذا المجلس بالجانب البيئي بإحداث مطرح للنفايات بمواصفات علمية متقدمة، طالما أن الفرشة المائية للمنطقة مهددة مستقبلا بالتلوث بسبب المطرح العشوائي. كما يأمل السكان من المجلس البلدي المنتخب أن يضع مخططا إستراتيجيا للنهوض بالحياة الاجتماعية للساكنة ورد الاعتبار للمدينة التي تم اغتصابها من لدن المجلس السابق؛ وذلك عبر تأهيل الشبكة الطرقية للأحياء والسهر على نظافة المدينة ورونقها وجماليتها، بالإضافة إلى إحداث مرفق للمجزرة ووسائل لنقل اللحم، لأن مرفق المجزرة الحالية يعد بحق وصمة عار على جبين بلدية عين تاوجدات، كما يجب الاهتمام بالمساحات الخضراء وإحداث منتزهات للساكنة والتعجيل بإخراج السوق من وسط المدينة إلى مكانه المعلوم.