هيمن تدني الإنتاج الفلاحي بفعل التقلبات المناخية وانتشار الأمراض على أشغال الجمع العام الحادي عشر للجمعية المغربية للمنتجين والمنتجين المصدرين للفواكه والخضر أبفيل فبينما يشتكي المستهلكون من ارتفاع الأسعار، وخاصة منها أسعار الطماطم، يواجه العديد من الفلاحين مخاطر الاضطرار الى التخلي عن الاستمرار في الإنتاج، في حين يرى البعض الآخر أن الخسائر المترتبة عن انتشار ذبابة «توتا ابسولوتا» فرضت التوجه نحو الاستثمار بكثافة في البيوت المغطاة التي توفر إمكانية المراقبة المحكمة لبيئتها الداخلية وتؤمن حماية أكبر من دخول الحشرات الفتاكة. إن طبيعة المخاطر التي تواجه الفلاحين جعلتهم يخصصون الوقت الأوفر من الجمع العام الانتخابي لطرح مشاكلهم، بينما مناقشة التقارير والمصادقة عليها وانتخاب أعضاء المجلس الوطني تمت بسرعة ما كان لها لتتحقق، لولا ارتياح المنخرطين للأسلوب الذي أدار به المكتب المسير لنشاط الجمعية ولثقافة الحوار والتشاور التي تساعد على الاستفادة من كافة الكفاءات المتوفرة. لقد دق الحاضرون في أشغال الجمع العام الذي انعقد يوم السبت 17 أبريل الجاري بأكادير ناقوس الخطر، وكما جاء على لسان رئيس الجمعية عبد الرزاق مويسات، فإن المشكل المطروح بحدة يتعدى الجانب المرتبط بالأسعار، ويفرض التساؤل عما إذا كان الفلاحون سيتمكنون من الصمود ومن مواصلة الاستثمار في التقنيات العصرية. وفي هذه الحالة، سيكون من الممكن تحقيق أهداف مخطط المغرب الأخضر، أم أنهم سيكتفون بنمط الإنتاج الحالي، وفي هذه الحالة، فإن المغرب سيواجه مخاطر فقدان القدرة على تحقيق الأمن الغذائي. هذا الطرح عززته الأرقام الرسمية التي أفادت بأن الصادرات المسجلة بتاريخ 28 مارس 2010 سجلت تراجع صادرات البواكر من 534861 طن الى 453326 طن، وبذلك بلغ التراجع حوالي 15% مقارنة مع نفس الفترة من الموسم السابق. وقد تحققت هذه النسبة بفعل تراجع الصادرات من الطماطم بنسبة 22%، وتراجع صادرات الخضر بنسبة 11%، أما بالنسبة للمستقبل، فإن تخوفات الفلاحين الآنية تنبع من قدرة ذبابة «توتا أبسولوتا» على الفتك بكل حقول الطماطم العارية، وهم إذ يضعون نصب أعينهم توفير حاجيات السوق الوطنية من الطماطم خلال شهر رمضان، يدعون الى اعتماد الإحصائيات الرسمية المتوفرة كمرجعية لتعويض المتضررين وحمايتهم من الإفلاس على غرار ما تقوم به الدولة تجاه قطاعات أخرى، ويعتبرون أن مستوى هذا الدعم هو الذي سيساعد على تأمين توفير الإنتاج في المواسم المقبلة، وسيمكن من الانخراط في مقتضيات وأهداف مخطط المغرب الأخضر.