رغم هول الكارثة التي حلت بمنطقة الغرب من جراء الفيضانات التي أتلفت الزرع والضرع، ورغم المئات من السكان المتضررين الذين لازالوا يبيتون في الخيام تحت وطأة القر والحر، ورغم مآسي الفقر والبطالة التي تنخر أجساد الكبار والصغار، فإن بعض رؤساء الجماعات القروية والحضرية بهذا الإقليم الذي يشبه البقرة الحلوب رأوا أن أولوية الأولويات التي تستدعيها المرحلة هي اقتناء سيارات فاخرة من ميزانية جماعاتهم الفقيرة تقيهم شر ملاقاة من أوصلوهم إلى كراسي الرئاسة وتحفظ أقدامهم من أوحال ومخلفات الفيضانات... فهذا رئيس جماعة سيدي يحيى الغرب الذي برع في جلد المواطنين بمقر الجماعة، اقتنى آخر صيحة من سيارات رونو كلاس غير مبال بصيحات ساكنة دوار دراعو ودوار الشانطي الغارقين في الأوحال والقاذورات تحت صفائح القصدير. وهاهم رؤساء جماعات الصفصاف والحوافات وسيدي الكامل بإقليم سيدي قاسم يقتنون ثلاث «كيات» (KIA)بمبلغ 250 ألف درهم للواحدة ليزيدوا سكان المنطقة كية على كية!..