لا يمكن للمرء إلا أن يستغرب لكل هذا الخيال المغربي الخالص، والإبداع المغربي المحض والبحت، حينما يتعلق الأمر بتطوير أساليب الإجرام وتنويعها. لنتوقف فقط عند بعض الإبداعات التي أبدعها وطورها بعض اللصوص عندنا في السنوات الأخيرة لسرقة أصحاب السيارات أو مستعملي حافلات النقل الحضري: يقف سائق سيارة أو سائقتها عند الضوء الأحمر، فتمتد يد اللص عبر زجاج السيارة المفتوح، وهي تحمل كماشة (لقاط) يشد بها أذن السائق أو السائقة بقوة ليسلب منه أو منها ما بحوزته أو بحوزتها. تتوقف سيارة في ضوء أحمر أو في أي مكان يرى اللص المتربص أن زجاجها مفتوح، فيرمي بجرذ كبير داخلها، يفر السائق أو السائقة فيسطو اللص على ما بداخلها ويطلق سيقانه للريح أو يمتطي دراجة تكون رهن إشارته هي وسائقها. تصعد لصة أو لص إلى الحافلة، وفي جيبه أو كمه حقنة مملوءة بالماء الحارق، يتحسس لدى الراكبين مكان الهاتف المحمول أو الأوراق النقدية، يحدد مكان صب الماء الحارق بدقة، ليسقط ما بداخل الجيب، يتلقفه بيده الأخرى قبل أن ينزل في المحطة الموالية. الجديد في هذه الإبداعات الإجرامية اعتماد أحد اللصوص بداية هذا الأسبوع بمدينة سلا، إذ عمد إلى رمي عقرب داخل سيارة إحداهن كانت تسوقها، لكن صراخها بعد أن لسعتها العقرب، حال دون تمكنه من مبتغاه. إنها «إبداعات مغربية»، لكنها إبداعات ناجمة عن خيال مريض فعلاً.