نوسطالجيا عاشها كل من حضر اللقاء الذي نظم بمقر الخزانة الجماعية لامارتين زوال الجمعة 2 أبريل حول «ذاكرة مرس السلطان مع الدكتور مبارك ربيع الذي استطاع بعث وإحياء ذاكرة طالها النسيان، وعانت من الإهمال والإقصاء كمساهمة جديدة منه تضاف الى أعماله المتعلقة بالحفاظ على هذا الموروث البيضاوي، والمتمثل في روايته القصصية ثلاثية درب السلطان، والتي ستظل بحق مرجعاً وشاهداً على تاريخ المنطقة التي أنجبت أبناء من الجنسين أبدعوا في مختلف المجالات، كالفن نجد إبراهيم العلمي ومحمد الحياني تغمدهما الله برحمته، والحاجة الحمداوية وعبد الله البيضاوي والحاج يونس، وفي الرياضة بيتشو وسعيد غاندي وبهيجة وفي المسرح، نعيمة بوحمالة وسعاد صابر، عبد العظيم الشناوي وهلال عبد اللطيف وسعيد الناصري وبنبراهيم والتسولي، وفي الأدب مبارك ربيع والإعلامي محمد بهجاجي.. وفي السياسة شكلت المنطقة قلعة لحركة الفداء. منطقة درب السلطان غنية بموروثها الإنساني والتاريخي والثقافي والتراثي، أنشطتها المتعددة والمتنوعة مكنتها من القيام بدور همزة الوصل بين جميع مناطق الدارالبيضاء. درب السلطان ذاكرته لاتزال تشهد أنه كان نقطة انطلاق عمليات الفداء والتحرير. الدكتور مبارك ربيع صحبة ضيوف اللقاء من أبناء ذاكرة درب السلطان، والذين حضروا لإحياء هذه الذاكرة الممثلة سعاد صابر والأستاذ الجامعي للفن المسرحي محمد فرح والصحفي الإذاعي أحمد السدجاري والممثل أحمد الصعري واللاعب الدولي السوادي، هؤلاء كانوا ينظرون إلى هذه الذاكرة البيضاوية بعين الحاضر ثارة بنوع من الاعتزاز والأنفة والشموخ وفي نفس الوقت، بحسرة وألم على الحالة التي أصبح يعيش عليها أبناء الساكنة وذووهم. ذاكرة درب السلطان وقع الاعتداء عليها وأصابها تشوه وأصبحت عاجزة عن إنجاب الخلف، وغير قادرة على ربط الصلة بين الماضي والحاضر، الانحراف واستهلاك كل أصناف المخدرات وغياب فضاءات الترفيه وبرامج القرب من المواطن عن طريق الاستماع لهمومه وانشغالاته هو واقع الحال بدرب السلطان. المسؤولون عن تدبير الشأن المحلي لساكنة درب السلطان منشغلون بالبحث عن أشياء... خوفاً من ضياعها .. دون أن تستفيد الخزينة الجماعية بسنتيم واحد، أزقة وشوارع وأحياء درب السلطان أصبحت محتلة من طرف الفراشة وعربات الباعة المتجولين والولوج عبرها أصبح شبه مستحيل، كما أن العديد من المصادر تشير إلى أن هؤلاء الباعة لا ينتمون إلى ساكنة درب السلطان، ومنهم من يقطع عشرات الكلمترات. ماذا هيأ المسؤولون لأحفاد ورثة ذاكرة درب السلطان من خطابهم الجاف لإحياء هذه الذاكرة البيضاوية.