مازالت عملية التمدرس بالعديد من مناطق العالم القروي تعاني من مشاكل عديدة نتيجة اللامبالاة وسوء التسيير بالعديد من الفرعيات بمناطق متعددة. الأمثلة عديدة، نشير منها إلى فرعية تقع وسط دوار «الجوادات» الواقعة على طريق دارالسي عيسى، والتي تبعد عن مدينة آسفي بحوالي 31 كلم. المعاناة تبدأ بغياب بعض المدرسين خارج العطل وقبلها وبعدها ، التوقيت المعتمد لا يوافق المنطقة ، حسب العديد من الآباء والأمهات، فكل تلميذ / طفل خرج من الفرعية في الساعة 12 زوالا، لا يعود إليها إلا في الساعة 2 بعد الزوال من اليوم الموالي، حيث يترك للطفل فراغ كبير يضطر معه الأب أو الأم لاستغلاله في الأعمال والاشغال الفلاحية كالرعي وغيرها، إذ لا يستطيع العديد من الأطفال التوفيق بين الأمرين، مما يؤدي إلى الانقطاع عن الدراسة، والرفع من نسبة الهدر المدرسي. لكن الطامة الكبرى هي في المطعم المخصص لهذه الفرعية، والذي لا يستفيد منه سوى التلاميذ الذين يغادرون حجرات الدرس ، على قلتها ، في الساعة 12 زوالا، فلا وجود لأي مكان أو مقر خاص بالمطعم. فالمطعم بهذه الفرعية هو الهواء الطلق، والطباخة ليست سوى إحدى ساكنات دوار «الجوادات» حيث تحضر الى الفرعية تحمل «طنجرة» من خيمتها مملوءة بالعدس كوجبة شبه يومية تتناوب معها وجبة السردين المعلب.. يتجمع الأطفال من حولها كل واحد حاملا صحنا من الحجم الصغير يأخذ حصته الضعيفة ويتجه بها إلى أي مكان ، منهم من يختار «المطفية» ومنهم من يقصد جانب الطريق وآخرون جانب حائط قصير لبعض الحقول ..وهكذا. العديد من هؤلاء الأطفال يخبرون ذويهم بأنهم غالبا ما يجدون في وجبة العدس أحجارا صغيرة وبعض الطفيليات ! أيضا يشتكي الأطفال بهذه الفرعية من قلة حصتهم بوجبة السردين المعلب، زيادة على طلب أداء 50 سنتيما من أجل ملء البوطاغاز ! في السياق ذاته، أشار بعض آباء وأمهات تلاميذ وتلميذات هذه الفرعية ، إلى غياب بعض المدرسين ، وتأثير ذلك على مستوى تحصيل أبنائهم الذين يعانون الأمرين على أكثر من مستوى!!