في الوقت الذي كان فيه الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بسطات يستمع للبرلماني عبد الله السايل، يوم الأربعاء الماضي على خلفية اعتراف أعضاء شبكة تزويرالعملة الوطنية وترويج المخدرات وسرقة السيارات والسرقة الموصوفة والاعتداء على المواطنين وتنفيذ عملية إضرام النار في خيام خاصة في ملكية لاعب كرة القدم رضوان العلالي في مهرجان الفروسية بجماعة گيسر إقليمسطات، كانت المواجهة بالسجن الفلاحي عين علي مومن بسطات بين أحد الموظفين بجماعة قيصر والموقوفين هناك. وذلك بعد أن تم التأكيد في محاضر الضابطة القضائية التي أنجزها درك أولاد عبو، بعد إيقاف هذه الشبكة الأسبوع الماضي بأن عملية إضرام النار في هذه الخيام كانت بإيعاز من البرلماني عبد الله السايل. وحسب إيفادات الموقوفين في محضر الضابطة القضائية، فإن أحد مروجي الخمور بالمنطقة، اتصل بهما وأخبرهما، بأنه يريدهما في تنفيذ مهمة معينة، ولما حضرا أخذهما إلى أحد الموظفين بقيادة أولاد سيدي بنداوود، حيث طلب منهما إفساد المهرجان بالطريقة التي يرونها مناسبة مقابل 5000 درهم لكل واحد. وقد استعانا بشخص ثالث يقطن بمنطقة العونات، فقصدوا محطة للبنزين واشتروا الوقود في قنينات صغيرة، وبعد مقارعتهم للخمر قاموا بإحراق الخيام، وأكد الموقوفون أن الموظف اتصل بالبرلماني وأبلغه بالأمر، وقد أعطى البرلماني الأوامر والموافقة كذلك. من أجل تسليط الأضواء على هذه البقعة الجغرافية التي يتغنى بها فنانون شعبيون كثيرون، وتغنى بها أيضا آخرون في السبعينات، حيث تم تخليد منطقة گيسر في هذه الأغنية الشعبية التي تقول: «إلوصلت لگيسر دور على ليسر»، عملت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» على استعادة تفاصيل هذه الحكاية وغيرها من الحكايات الأخرى التي تضع هذه المنطقة وقبيلة اولاد سيدي بنداود في زمن آخر، جعلت بعض الوجوه تتحكم في مصائر أبنائها دون أن تتحرك يد القانون. في ذلك اليوم، الذي وقع فيه هذا الحادث، والذي كاد أن يخلق مأساة حقيقية لولا الألطاف الربانية، كما يتذكر المواطنون ذلك بالتفصيل، كان أهل المنطقة في سبات عميق، بعد يوم حافل بالتبوريدة، الخيل هي الأخرى كانت تنتظر يوما جديدا مع شروق يوم جديد في مرابضها، تلتهم العلف الذي وضع في «العلافات»، حتى تستأنف في توزيع الفرح على المولعين بالتبوريدة، الذين أتوا من كل المناطق. ما يقارب 250 حصانا، شاركت في هذا الفرح، والعديد من الخيام التي نصبت بموسم گيسر، لم يتردد أصحاب التبوريدة في تلبية دعوة الرئيس الجديد للجماعة، الذي جاء مكان الرئيس السابق والبرلماني الحالي عبد الله السايل ، حيث حضرت ثلاث فرق من بني يگرين. وشاركت أيضا سربة عطوف، وسربة أولاد الصغير، وسربة أولاد سيدي بنداود، وسربة ريما وسربة القراقرة وبرشيد واولاد حدو من الدارالبيضاء. هذا الحضور الوازن، الذي استقطب الآلاف من المواطنين كان له وقع خاص على البرلماني عبد الله السايل وزميله البرلماني بوشعيب الجرموني من نفس المنطقة، يقول رئيس جماعة گيسر ياسين الداودي، مما دفعهما إلى عمل كل ما في وسعهما لإفشال هذا المهرجان، اعتقادا منهما أن هذا النجاح سيؤثر على فرص نجاحهما في الانتخابات البرلمانية سنة 2012. أخبار مرسومة على عظمة الكتف حينما أغمض السكان جفونهم، واستسلمت الأعين لسلطان النوم، كانت أحلامهم تلك الليلة بألوان النيران، وكغير عادتها رصدت أخبارا مرسومة على عظمة الكتف، كانت الرسوم تنبئ على أن ما ينتظرهم بحجم المأساة، وأن من يصنفون في خانة «علية القوم» هم من حاكوا خيوط المأساة. بعد منتصف الليل، وفي ذلك اليوم ، بدأ الظلام يدب في القلب قبل أن يدب في الأرجاء، كانت الموائد العامرة مناسبة لحياكة المؤامرات المرعبة، وكان البرلماني عبد الله السايل كما تقول أوراق المحضر المنجز من طرف عناصر درك أولاد عبو، يمسك بخيوط ما سيأتي لاحقا، وفي ذلك اختزال لكل هذا الكفر بالقبيلة وبخدمة أهاليها، إنه الكفر بالدم والعشيرة ووأد لكل الأحلام، التي تراكمت عبر وعود زائفة وكاذبة، نشرها السايل وصحبه بين الصفوف. كانت الأيادي الآثمة،كما يقول المبدع الراحل محمد مستجاب، أخطر جهاز تنفيذي في الانسان، وبعض الأحياء الأخرى. وهي بأصابعها تختصر سماته الأساسية، فعوض الجمال والنظافة والنعومة والذكاء، كانت بالنسبة لهذا الرهط شراسة وشرا، وإن كانت في حالات أخرى تعبير عن النظافة والفضل والأخلاق الكريمة فإنها في كائنات قيصر مجرد أصابع تحيك المؤامرات وتشعل النيران. بائع العطرية الذي «كوغط» المواطنين يقول العارفون بخبايا الأمور، والذين تربوا في تربة وقبيلة اولاد سيدي بنداوود، أن عبد الله السايل في بداياته القريبة، كان يبيع «الأثواب» ويتنقل بين الأسواق المنتشرة في قبائل الشاوية، قبل أن يتجول ويبدل الحرفة كعطار، يوزع «العطرية» والتوابل من تحميرة و«شونية»، بعد ذلك قرر أن «يكوغط» الساكنة من باب «السياسة» التي جعلت منه «زعيما» «زعما». هذا الباب الذي أصبح مترعا في وجه هؤلاء الأقزام و«الشلاهبية» بتزكية من بعض المفسدين المنتمين إلى جهاز السلطة على مستوى عمالة سطات،جعل من السايل شخصا آخر بوجوه متعددة ،وبذلك عكس ما ذهب إليه أحد عمالقة الأدب حينما أكد أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي له وجوه متعددة ،يفوق ذلك الحمار والحصان والجمل والكلب وغيرهم من الحيوانات الأخرى، فحينما دخل «السياسة» أو أدخل إليها زادت تجارته من العطرية إلى المتاجرة المشبوهة في الدقيق المدعم ليرتفع سهم معاملاته ويراكم ثروة على حساب قوت المواطنين المحتاجين الذين خصصت لهم الدولة هذا الدقيق المدعم، إلا أن صاحبنا وصحبه اتخذوا من هذا الأمر وسيلة للاحتكار والتلاعب ضد هذه الفكرة النبيلة. السؤال لغير الله مذلة!؟ لأن «الله لا يفضح عن الأولى» كما يقول المثل الشعبي إلا أن بعض رجال السلطة شاؤوا ألا تكون المشيئة سارية المفعول وينشر القانون بنوده في ردهات المحاكم بالتساوي بعد أن تم ضبط شاحنة مليئة بالدقيق المدعم مهربة الى مكان آخر. وغير متجهة الى وجهتها، حيث أحيل الأمر على القضاء منذ زمن طويل، دون أن تطبق عليه الفصول القانونية، كلنا نتذكر جيدا في الاستحقاقات التشريعية الاخيرة، حينما كنا نتابع نتائج الانتخابات بمقر عمالة سطات، كيف أن الأصوات المحصل عليها كانت خفيفة في ميزان عبد الله السايل، ولأن أصحاب الحل والعقد على مستوى العمالة لهم رأي آخر، تم تأجيل الإعلان عن النتائج، الى حين أن تمتد الايادي الآثمة الى صناديق الاقتراع وتتم «التخوشيفة» في واضحة النهار ويعلن عن السايل برلمانيا ضد رغبة الناخبين، وقد تم الطعن في ذلك، إلا أن السايل عرض على الطاعنين أموالا لكي يتراجعوا عن ذلك، كما فضح الاتحاد الاشتراكي هذه المؤامرة من خلال ندوة صحفية قدم فيها مرشح الاتحاد الاشتراكي وعضو مكتبه السياسي عبد الهادي خيرات، الأدلة الدامغة على التلاعب الفاضح الذي عرفته هذه المحطة الاستحقاقية. كما قدم العديد من الاوراق الفريدة التي تمكن المناضلون الاتحاديون من الحصول عليها ، والتي تحمل ختم السلطة المحلية والتي بها تم التحكم في النتائج. إلا أنه رغم كل هذه الادلة الدامغة، فإن مشيئة المفسدين كانت الأقوى ضدا على القانون ونزاهة الانتخابات. في قبة البرلمان، لم يظهر لهذا البرلماني وصحبة الآخرين أي أثر، وعوض ان يتم التلاقي على خدمة المواطنين وتنمية الاقليم، اقتصر الدور على الدسائس والمؤامرات ضد الساكنة، وهذا لا يخرج عن المألوف. ففي بلدي هناك أصناف من البرلمانيين «من الحمارة الى الطيارة» من «رحبة البهائم الى رحبة الأسئلة الشفوية» إن كانت فعلا لهم القدرة على صياغة السؤال، بل وحتى التفكير فيه أصلا. لكن أمثال هؤلاء يتحججون بأن السؤال لغير الله مذلة». حريق الخيام نتيجة منطقية لأفعال قبلية بعد أن تبدلت الأحوال، ولم يتمكن عبد الله السايل من الفوز برئاسة جماعة گيسر، كما لم يتمكن فريقه الذي كان بسير الى جانبه هذه الجماعة من الفوز في الاستحقاقات الجماعية الاخيرة، بدأت المؤامرات كما يقول رئيس جماعة گيسر ياسين الداودي. إذ أول مواجهة ستكون علنية ما بين الرئيس الجديد والرئيس المطاح به عبد الله السايل ورفيقه البرلماني بوشعيب الجرموني الذي هو رئيس جماعة بني يكرين. إذ حاولا إفشال المهرجان المنظم من طرف جماعة گيسر سنة 2009، هذا المهرجان الذي حضره ما يقارب 5000 مواطن ومواطنة والعديد من «السربات» من مختلف القبائل، وهو ما رأى فيه هؤلاء تهديدا مباشرا في الاستحقاقات البرلمانية القادمة، حيث عمل هذان الشخصان، يقول الرئيس الحالي، كل ما في وسعهما لثني أبناء القبيلة والخيالة عن الحضور لهذا المهرجان، الذي أقيم على مساحة 6 هكتارات.لكن مساعيهما باءت بالفشل. قبل أن يتم إحراق ثلاثة خيام في جنح الظلام، وقد حضرت السلطات والدرك والسلطة العلمية، ولولا أن الرياح كانت هادئة يقول الداودي لامتدت النيران الى كل الخيام ولذهب ضحية ذلك المئات من المواطنين الذين كانوا نياما داخل هذه الخيام، ويضيف ان خيام اللاعب المغربي رضوان العلالي، كانت على الطريق كما ان العلالي ينتمي الى فخذة الزقاق التي ينتمي إليها عبد الله السايل، وهو ما جعل العلالي غير مرغوب فيه من طرف السايل على اعتبار أن فخذة الزقاق تشارك في هذا المهرجان ورأى في ذلك دعما لخصمه، الرئيس الحالي المنتمي الى فخذة اولاد احمد، ورغم هذه الحرائق. فإن المهرجان لم يتوقف. بل جعل أبناء هذه القبيلة يصرون على مواصلة التبوريدة حيث اجتمع «الرما والطلبة» الذين رفعوا أكف الضراعة لكي يحرق قلوب من تسبب في هذه الحرائق وحاولوا إطفاء الفرحة في عيون أبناء القبيلة، وقد وجه الاتهام آنئذ الى المسمى الجيلالي المومني الذي هو مبحوث عنه ويقطن بالدارالبيضاء، الملقب ب«ولد فوزية» الذي كان بصحبة،كما قال شهود عيان، الموظف المسمى عبد الرحيم المودني، على متن سيارة سوداء اللون من نوع مرسديس وسنام بن مراد الملقب ب«ولد السويدي» الذي هو الآخر مازال في حالة فرار والذي يتاجر في المخدرات بالمنطقة، وكان آنئذ تحت الحراسة النظرية. وحيث لم تتم معاقبة مرتكبي هذه الجريمة، توالت الاستفزازات والاعتداءات، حيث تم الاعتداء على كل من لا يسايرهم في هذا الإيقاع، وكان المواطن عزيز محمد من ضحايا هذا الاعتداء،حيث تم ضربه داخل دكانه بآلة حديدية وأصيب في الرأس، لتتوالى الاستفزازات والاعتداءات في واضحة النهار. برلمانيان يعاكسان التنمية عوض أن يتحد البرلمانيان عبد الله السايل وبوشعيب الجرمومي، يقول رئيس جماعة گيسر، من أجل تنمية المنطقة، وحدا جهودهما من أجل عرقلة كل تنمية، وحسب ما راج ويروج،فإن السوق الاسبوعي لگيسر الذي يحجه المواطنون من كل المناطق بقبيلة سيدي بنداوود تمت عرقلته من خلال إعطاء الضوء الأخضر لما يقارب 20 لصا، الذين أصبحوا يزورون السوق أسبوعيا، كل جمعة حيث يتفرقون على «الرحابي» وذلك من أجل «تخسار السوق» وحتى لا تتم تنمية مداخيل الجماعة، كما عمل الجرموني على اعتماد سوق اسبوعي ليوم الخميس وقام بدعاية كبيرة لكي يحج إليه المواطنون بدل السوق الاسبوعي لجمعة قيصر. هذه المناورة، وقف ضدها المواطنون والمسؤولون كذلك، وعلى رأسهم قائد قيادة أولاد سيدي بنداوود الذي أعاد المياه الى مجاريها. خروقات الرئيس السابق لجماعة گيسر من أجل استقطاب وشراء ولاء الاعضاء، يقول الرئيس الحالي لجماعة قيصر، عمد عبد الله السايل الى منح منزل في ملكية الجماعة الى نائبه الاول، كما منح منزلا آخر لمقرر الميزانية وذلك ضد الفصل 22 من مدونة العمل الجماعي، كما سبق للنائب الثالث ان أغلق المقصف الجماعي، الذي كان يأتي إليه الموظفون لتناول وجبة الغداء، وحصل بعد ذلك على عقدة من السايل لبناء دار للسكن، وقد تمت مراسلة الجهات المعنية من طرف الرئيس الحالي لإيقاف الاشغال، لكن دون جدوى بعد تدخل هذا البرلماني. وقد اضطر السايل الى مراسلة الجهات المعنية بعد انتهاء ولايته وبالضبط ولحظة تسليم السلط بتاريخ 19 يونيو 2009 إلا أن النائب الثالث منع قرار الهدم رغم توفره على منزل تابع لوزارة الفلاحة، وسكن آخر مؤلف من طابقين والملف حاليا محال على الوالي الجديد لجهة الشاوية ورديغة. كما أن من الخروقات العديدة لعبد الله السايل، يقول ياسين الداودي، توزيعه العديد من البقع التي هي في ملكية الجماعة، وقد استفاد السايل هو الآخر من ذلك منها البقعة رقم 139 ضدا على القانون، زيادة على الخروقات الاخرى المسجلة في ميدان التعمير، إذ أن العديد من نوابه في التجربة السابقة ورغم أنه لا تفويض لهم يوقعون على الرخص، كما تم الترخيص بالبناء فوق أراضي الجموع بدون موافقة نوابهم. الرئيس السابق يدين نفسه بنفسه في سابقة هي الأولى من نوعها، عبأ عبد الله السايل أعضاء آخرين بنفس الجماعة، وخاض حربا ضروسا، ليسقط الحساب الاداري وهو ما تمكن منه، حيث شكك في المصاريف التي قام بها في ولايته. ويتعلق الامر ب 99 مليون التي خصصت لبناء مستودع للسيارات سنة 2009، في الوقت الذي عرت الامطار الاخيرة كل العيوب التي تضمنها هذا المشروع. الذي غطته المياه. في الوقت الذي تمت الاستعانة بمختبر خاص غير معتمد لإجازة هذا «التخلويض» وبالتالي يكون هذا الرئيس السابق قد أدان نفسه قبل أن تدينه الوقائع والقانون. هذه الخروقات لم تقتصر على السايل وحده، بل امتدت الى شقيقه الذي هدم سكنا وظيفيا تابعا للجماعة،وأعاد تشييده على طابقين، حيث خصص الطابق الاول لمستودع السلع. كل هذه الاشياء وغيرها شاهدة على هذا التسيب الحاصل على أرض هذه البقعة الجغرافية والذي بطلها برلماني، من المفترض نظريا، أنه يشرع للمغاربة تحت قبة البرلمان. قبل أن تتفجر هذه القنبلة، بعد اعتراف الموقوفين من طرف درك اولاد عبو بأن البرلماني عبد الله السايل هو الذي كان وراء إحراق خيام اللاعب الدولي رضوان العلالي، في الوقت الذي ينص فيه القانون الجنائي في الفصل 129 والفصل 580 وما يليه على عقوبة الإعدام سواء في إضرام النار أو المشاركة فيه.