في قلب حديقة، يجلسان على مقعد خشبي، بين شجرتي سنديان غضتين، الجو خريفي.. والهدوء شامل تتخلله زقزقات عصافير في أعالي الأشجار.. جال بنظره في المكان يفكر في موضوع يخرجهما من صمتهما ويجنبهما روتين الحوارات العادية المملة و التي كثيرا ما كانت تهدد لقاءهما بالفشل، و ما لبث أن قال لها: ألا تلاحظين أن الكون ذكرٌ ؟ قالت: بل لاحظت أن الحياة أنثى! قال لها: القمر ذكر قالت: الشمس أنثى! صمتا لحظة ثم قالت: ألا ترى أن الغدرَ ذكرٌ؟ قال: ألا ترين أن الخيانة أنثى؟ . و ابتسم لها... ردت على ابتسامته بابتسامة أحلى... نظر كل واحد منهما في عيني الآخر عميقا.. هو: في عينيها، رأى ربيعا، و فراشات ملونة، و جدولا رقراقا.. هي: في عينيه، رأت بيتا صغيرا نظيفا مضيئا وأطفالا من حولها يتقافزون ويتضاحكون... تنهدا من الأعماق... قال: في الحقيقة، السعادة أنثى. ردت و هي تضع رأسها على كتفه: لكن الحقيقة الكبرى أن الحب ذكرٌ.