لحظة هاربة كانت تبحث عن جسد لها داخل فستان. جربت كل الالوان. اختارت فستانا بلون الجسد. راحت اليه... تفقدته... وجدته ملقى على ظله فوق كنبة. مشدوهة عيناه الى زجاجة نصف مترعة، وسيجارة نصف محترقة، وباقات ورد متناثرة حمراء و زرقاء. عزفت على عود بلا وتر و نامت فوق سرير معلق في الهواء. نرجسية رسمت بأحمر الشفاه على المرآة جسد امرأة عارية، شعرها ظفائر ورد، وعينا المها، وو جه يطفح بالسنا، وفم اختزل الشمس بابتسامة جيد وقد، وساقين مرمريتين وساعدين عاريتين. اضافت المرأة الى جيدها لؤلؤة ووضعت فوق نهديها وردتين ونسجت لها معطفا من ريح المساء. راقصت المرأة الجسد وانتشت وغنت، و احتضنت المرآة و قبلتها قبلة فوق الشفاه. قصيدة شعر وامرة نظر إليها بعين العاشق فاسكنها الدواخل، اقترب منها وقال فيها كلاما منمقا اصغت إليه... عرض عليها قصيدة شعر، عربون محبة. توقفت عن السير، فبنى لها قصرا من الكلمات و القوافى صدقته. في البيت اضاءا شمعة، حولهما الضوء إلى ظلين فوق سرير مهجور. التف الظل بالظل غطتهما سحابة مسافرة وناما. في الصباح تحولت المراة إلى فراشة وطارت. استفاق باحثا عن القصيدة فلم يجد إلا كلمة واحدة نجت من لهيب الشمعة: أنت الحقيقة.