شهدت مدينة وادي لو التي تقع على بعد حوالي 40 كيلومترا عن مدينة تطوان يوم الخميس الماضي حدثا ثقافيا استثنائيا، تجلى في افتتاح مكتبة رقمية حديثة، وذلك بحضور رئيس بلدية وادي لو محمد الملاحي والمديرالعام لوكالة الأندلس للتعاون الدولي جوكان ريفاس ومدير برنامج اليونسكو بجامعة مالقا الإسبانية بيرناندو دياز ونائب رئيسة جامعة مالقا ومدير أكاديمية التعليم بجهة طنجة تطوان، وعدد من الفعاليات الثقافية والإعلامية بإسبانيا، وتعتبر هذه المكتبة التي تم إنجازها بشراكة مع الحكومة الأندلسية وجامعة مالكا بإسبانيا من المشاريع النموذجية التي تقام لأول مرة بالمغرب، وهي مكتبة حديثة ذات تكنولوجيا عالية، تضم 26 حاسوبا تحتوي على مجموعة من الكتب في مختلف فروع المعرفة، وستتيح هذه المكتبة الرقمية للطلاب والتلاميذ من إغناء معرفتهم وأبحاثهم في ظروف جد ملائمة، كما أن هناك خدمات متعددة وفوائد جمة تحتوي عليها هذه المكتبة والتي من شأنها أن تساهم في تنمية القدرات المعرفية لشباب المنطقة. رئيس بلدية وادي لو، وبعد أن شكر كل من ساهم في إنجاز هذا المشروع وصف هذه المبادرة بالهامة لكونها أول تجربة ثقافية من هذا النوع في المغرب، وهذه المكتبة الرقمية تأتي تأكيدا للهدف الذي تسعى إلية الجماعة لإتاحة المعرفة للجميع كما تدخل في إطار تحسين وضعية التعليم بالمنطقة والرفع من جودته، فهذا المشروع يضيف الملاحي يدخل في إطار التعاون الجمعوي والتشاركي مع جامعة مالقا والحكومة الأندلسية التي دعمته ماديا، كما أن هناك مشاريع ثقافية أخرى ستعرف النور قريبا ويهم إنشاء مسرح بلدي وغيرها من البنيات الثقافية التي تحتاجها مدينة وادي لو، وكل هذه المشاريع هي نتاج للعلاقة المتينة والمتميزة بين المغرب وإسبانيا وخاصة شمال المغرب والأندلس. من جهته اعتبر مدير التعاون الدولي للحكومة الأندلس أن إنجاز هذا المشروع النموذجي بهاته المنطقة يعتبر نجاحا كبيرا لكل من ساهم في بلورته وإخراجه إلى حيز الوجود، مضيفا أن هذه المكتبة الرقمية تعتمد على تكنولوجيا جديدة مع سهولة الولوج إليها من طرف المستفيدين، كما أن هناك إمكانية تطوير وتنمية هذا المشروع قصد تعميميه على باقي المناطق الشمالية بالمغرب. مدير برنامج اليونسكو بجامعة مالقا وفي كلمته أوضح أن إقامة هذه المكتبة الرقمية بمدينة وادي لو هي تجسيد للعلاقة الممتازة التي تربط بين شمال المغرب والمناطق الأندلسية، و قال هو يخاطب التلميذات والتلاميذ الذين حضروا حفل الافتتاح أن هؤلاء الأطفال هم الأقرب إلى أطفال مالقا بالتالي يفرض علينا المزيد من الدعم والتنسيق للنهوض بوضعيتهم، وتقليص الفوارق الرقمية بين المدينة والقرية.. بدوره ثمن مدير أكاديمية التعليم بجهة طنجة تطوان هذه الشراكة القائمة بين بلدية وادي لو وجامعة مالقا والحكومة الأندلسية لأهميتها الاجتماعية والثقافية، كما أن هذا المشروع يضيف ذات المسؤول يدخل في إطار استراتيجية الوزارة من أجل فتح فضاءات تربوية وبيداغوجية في العالم القروي الذي وصف النهوض به تربويا وثقافيا بالتحدي الأكبر، وطالب بالاستمرار في تبادل الخبرات والتجارب من طرف الموجهين والقائمين على مثل هاته المشاريع. للإشارة، فإن هذه المبادرة التي أقدم عليها المجلس البلدي لمدينة وادي لو تأتي لتدعيم العديد من المبادرات الهادفة إلى المساهمة في النهوض بوضعية التعليم بالجماعة، حيث تم تزويد المؤسسات التعليمية بالمدينة بالحواسيب وخلق قاعات للإعلاميات يستفيد منها تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية بوادي لو، وذلك بشراكة مع بعض المؤسسات والجمعيات بفرنسا