ودع الفضاء السمعي البصري الفرنسي نهاية الأسبوع قبل الماضي واحدا من «أكبر» رجالات الإذاعة والتلفزيون الذي لم تستطع فرنسا إلى حدود الآن «تنجب» شخصية إعلامية مثله. إنه روجي جيكيل، الأسطورة الاعلامية، أو الأيقونة التلفزيونية التي تمكنت من أن تطبع «النشرات الإخبارية الفرنسية» على شاشة تلفزيون «تي. إف.1» بطابع خاص منفتح ومشخصن. استطاع روجي، الذي توفي عن سن يناهز 77 سنة، أن يقود تحولا سلسا في سنوات السبعينيات في نمط وطريقة وأسلوب تقديم النشرات الاخبارية على شاشة تلفزيون «تي. إف.1»، وظلت جملته «فرنسا خائفة»، التي افتتح بها إحدى النشرات الاخبارية ذات مساء من شهر فبراير سنة 1976، إثر مقتل الطفل «فيليب بيرتراند» من قبل «باتريك هينري»، راسخة في ذهن جَيْل من مشاهدي التلفزيون الذين عاصروه. روجي، النجم تلفزيون «تي. إف.1»، وأشهر مقدمي النشرات الاخبارية المسائية في فرنسا في سنوات السبعينيات الذي ووري الثرى السبت الماضي، ولد في الثاني والعشرين من شهر فبراير من سنة 1933 ببلدة «تيير سير تيڤ» بمنطقة «لواز». قبل أن يلتحق بحقل الصحافة والاعلام، وعلى طول ما يقارب سبع سنوات اشتغل روجي مضيفا ضمن طاقم إحدى شركات الطيران «أو.تي.إي»، كما عمل في ذات الآن فنانا ممثلا. انطلق مسار روجي الاعلامي سنة 1961، حين التحق بصحيفة «باريزيان ليبيري» كصحفي، وظل بها نحو عقد من الزمن، ليغادر بداية السبعينات إلى «اليونيسيف» حيث اشتغل ضمن مصلحتها الإعلامية، وظل ضمن طاقمها يشغل منصب مشتشار حوالي السنتين. سنة 1968 عانق روجي ذبذبات الإذاعة، وقدم عبر الأثير «نشرة أقوال الصحف» على إذاعة «فرانس أنتير»، وتحول بعدها إلى «صحفي ميداني»، وشغل ما بين سنتي 1973 و1974منصب مدير للاخبار بمركز الاذاعة والتلفزيون الفرنسي «أو.إر. تي إف». اختار، روجي أن يتوارى عن الانظار سنة 1981 بعدما أصبح أكثر اقتناعا، كمقدم نشرة أخبار مسائية، بالضرر الذي لحقه من جراء شهرته، وحافظ على موعده ضمن شبكة برامج إذاعة «أوربا1»، وعمل في وقت لاحق على انتاج برنامج «ڤاگابونداج» على شاشة «تي. إف.1». قرر روجي أن يبتعد من جديد عن التلفزيون وعاد إلى ذبذبات الأثير كمكلف ب«نشرة أقوال الصحف» نهاية الأسبوع على إذاعة «فرانس أنتير»، التي قدمها ما بين 1987 و1994. وعلى امتداد ثلاث سنوات نشط برنامج «أون فلانان» ضمن شبكة برامج تلفزيون «فرانس 3».