اعتاد المغاربة عند طلب الغيث والأمطار، أن يسألوا الله أن يمنحنا المطر على قدر النفع، عملا بالآية الكريمة: «وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم»، وعملا بالحكمة القائلة: «الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده». ولأننا لانستطيع أن نجزم بمدى الخير أو مدى الضر في أمطار هذه السنة، فإننا ندرك فقط أن ثمة مغاربة قتلوا أو جرحوا، وأن ثمة آخرين انهارت منازلهم وشردوا ممن يحتاجون إلى إعمال مبدأ التضامن الوطني الواجب في مثل هذه النكبات، وأن ثمة أطفالا حرموا من متابعة دراستهم بشكل مسترسل، وأن آلاف الهكتارات من المساحات المزروعة قد غمرتها وأتلفتها المياه، وأن جيوب عموم المغاربة قد اكتوت بالغلاء الناجم، في بعضه، عن سوء الأحوال الجوية هاته. لكن مع كل ذلك، لاينبغي علينا أن نتخذ من تهاطلات الأمطار مشجبا نعلق عليه الكثير من إهمالنا وأخطائنا، ونمعن في التملص من المسؤولية، إذ ثمة كوارث كنا نتوقع حدوثها، ودقت بصددها نواقيس الخطر أكثر من مرة. لكن ظل الصمم والشلل هما سيدا الموقف، إذ في حادث مسجد مكناس، كما في انهيار معلمة قصر البحر في آسفي والتي نبهت الصحافة الوطنية أكثر من مرة وعلى ما يزيد عن 15 سنة إلى خطر انهياره، وكما في حال كل الدور المتداعية بالمدن القديمة، ففي كل هذه الحوادث والحالات، لايمكن أن يقول أحد إن السبب هو الأمطار أو التساقطات المطرية، فالسبب في أنفس المسؤولين أولا. وآخر دعوانا: اللهم ارزقنا كل شيء على قدر النفع.