في إطار معرضه الاستيعادي 2010،وتحت شعار: كوكبة عائلات،يحتضن معهد غوته أعمال الفنان المصور الألماني أليكسندر ڤون ريزفيتز،وذلك في الفترة الممتدة مابين 3 مارس و16 أبريل. ولوحات الفنان المعروضة برواق غوته من الحجم الكبير،تطبعها الجمالية و يميزها الدقة والتركيز والصِّدقية، ما ينِمّ عن براعة الرجل وتمرسه بتقديم رؤية أخرى في الفن الفوتوغرافي،وقد تمحورت حول الناس في علاقة بعضهم ببعض وهم يؤلفون عائلة،وثمة أعمال له أخرى حاضرة بالمعرض برفوف زجاجية بالموازاة،عن حيوانات برلين،وهي معروفة بأسمائها و تتمتع بنجومية ببلادها. وقد حضر المعرض فعاليات وحساسيات فنية وإبداعية بصرية متنوعة التصورات والرؤى وبعض الزوار ممن توجد صورهم بلوحات الفنان ورغبوا في اقتناص أو تقاسم لحظات استثنائية من الجمال البصري إلى جانب الفنان/المصور. الجدير بالذكر أن السيدة مادلين موزلير منظمة معرض مصورنا، كانت قد دعته في أبريل من سنة 2009باسم معهد غوته للنظر في مشروع أعماله. وفي هذا العام استحسن المعهد أن ينظم معرضا له،يقدم من خلاله اشتغاله على «مفهوم العائلة»،انطلاقا من المسجد الكبير والحبوس ومرس السلطان ودرب غلف..وهي أزقة وأماكن بالدار البيضاء،هذه المدينة التي ينشد -مصورنا -أن يمد بينها وبين مدن عالمية شهيرة عروة وثقى وجسورا متينة. التقطت عدسة الفنان أليكسندر صورا معبرة وموحية لمارة،استجابوا لسؤاله عن طواعية: «هل تودون أن تكونوا جدا على صوري المقبلة».وشيئا فشيئا تلتئم عناصر عائلة،ثم..يهيئ صورة خالدة،أساسها المصادفة LE HASARD.وكثيرا ما راق هذا الأمر لأشخاص التُقِطت صور لهم جماعيا،فعبر بعضهم بكونه تمنى لو أن من تصور إلى جانبهم كانوا له فعلا أبا أو أما أو أخا أو أختا أو زوجا أو طفلا..نظرا لتلك الأجواء التي تخلقها الصورة من وشائج القرب والبساطة والألفة والائيلاف. صاحَبَ «مفهوم العائلة» المصور أليكسندر منذ وقت مبكر، وكبُر معه واختمر في ذهنه،ليصبح مشروعه الضخم والوحيد،وقد أعطى الفنان/المصور له كل ما يستأهل من جهد ووقت وإبداعية. إن المهم بالنسبة للفنان أليكسندر ليس فقط أن يرى شخوصه وممثليه على خشبة مسرحه يندمجون،ويتماهون..يلعبون لعِبا جادا،ولكن أيضا أن يقارب المشروع فنيا وشاعريا..أن يرصد الاختلاف الثقافي بين العائلة في مختلف بقاع المعمور، أن ينشر ثقافة بصرية واعية مبنية على الإبداع والخلق لدى المتلقين لاسيما وهو الرجل الأوروبي الحامل لثقافة أوروبية يحل بها ويرتحل هنا وهناك، بل الأهم،وما يتغياه أن يجسد بمشروعه العائلة الكونية،العائلة المثال التي تذوب في طياتها العائلات على اختلافها وتنوعها.