تعتبر ظاهرة السماوي أو السماسرية من الظواهر القديمة في المغرب، حيث كانت تزدهر في ساحات المدن القديمة في الحلقة.وكانت تبحث عن ضحاياها من القرويين الذين يزورون المدن أو في الأسواق الأسبوعية، حيث إن السماوي يوهم ضحيته بأنه يبحث عن العمل والسفر للخارج وأنه ينتظر عقدة عمل من الخارج إلى غير ذلك من الحكايات المتداولة داخل الأسر المغربية. ويكون السماوي في عمله مخمورا ومخدرا لكي تكون له الجرأة على خلق أسلوب متميز يستطيع بواستطه السيطرة على ضحيته. وغالبا ما تكون الشبكة مكونة من 3 أفراد، شخصين وفتاة أو امرأة. ويتم رصد ضحاياهم من النساء العانسات والفتيات. ويكون السؤال الأول للضحية أين توجد دار القرآن أو مكان ولي صالح أو ضريح. ومن هنا تنطلق العملية الاحتياطية، حيث يدخل السماوي في نقاش مع الضحية بأنها مسحورة ولها حساد والعكس في الزواج، وأن أمها مريضة وأن أقاربها من يقفون ضدها لتنطلق الفتاة التي توجد ضمن أعضاء الشبكة في اتجاه الضحية والسماوي الذي، بتلقائية كبيرة، يقول إسمها وإسم أمها ويحكي لها عن ظروف حياتها وبحثها عن الزوج وتظهر الفتاة علامة الرضى على محياها لتزيد من تضليل الضحية التي تتبع، بعناية كبيرة، الحديث بين السماوي وشريكته ويطلب منها أن تقدم شيئا ما للجن الذي سيعمل على حل كل مشاكلها وفتح باب الخير أمامها وهكذا تقدم حلي مزورة عبارة عن أساور أو نقود ليدخلها السماوي في جيبه ويقوم بقراءة شيء ما، غالبا ما يكون ذكر وأحاديث. ثم يعيد ما قدمت الفتاة ويقول لها عليها الذهاب دون اأن تلتفت خلفها وعليها أن تقوم بالصلاة بمجرد دخولها لمنزلها 7 ركعات. وبمجرد ذهاب الفتاة، يأتي عضو آخر شريك للسماوي الذي من خلال الحديث معه يزكي بركته ويستجيب لدعواته ويعترف بأن ماجاء في كلامه هو عين العقل وصحيح ويعاني منه وأن الفرج قريب ويقدم بدوره هدايا رخيصة تكون في غلب الأحيان أسلاكا صفراء اللون وبعض النقود يعمل السماوي على تمكينها من بركة الجن ويعمل على ردها في الوقت الذي يتحول للضحية التي تكون قد انبهرت وأصيبت باندهاش كبير لبركة السماوي. وبدون أن تشعر، تقدم كل ما لديها من أجل بركة الجن من حلي وأساور على اعتبار أنه سيتم إرجاعها لها إلا أنه يدخلها في جيبه ويعيد لها في نفس الوقت ما يكون قد قدمه شريك السماوي في السابق ويطلب منها عدم فتح ما بداخل يدها حتى بلوغ المنزل وعليها أن لا تلتفت وراءها؛ وذلك من أجل كسب الوقت للهروب، حيث تكون سيارة رهن إشارتهم. أما الهدف من قيام الضحية بالصلاة مباشرة بعد دخولها المنزل، فلكي لا تفتح حوارا مع أقاربها، من جهة، وحتى تتوفر للعصابة فرصة ربح الوقت لمغادرة المدينة، من جهة أخرى. هذا ما وقع بفاس يوم 2010/2/8 قرب حي السعادة لفتاة نصب عليها السماوي ومن معه وأثر عليها حتى ذهبت لمنزل و الدتها وأخذت كل ما يوجد لديها وأمها من ذهب ونقود التي بلغت مليون ونصف سنتيم وقدمته بطيب خاطر لعصابة السماوي التي أدلت بأوصافهم لعناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية للبحث عنهم.