يحق لنا أن نسائل وزارة السياحة عن معنى تصريحات سفير الجمهورية العربية المصرية، والتي قال فيها بأنه قبل اعتماده سفيرا بمدينة الرباط، لم يكن يعلم أن في المغرب ثلوجا وجبالا وخضرة! بكل بساطة وبكل عفوية ، يكشف لنا سفير مصر الخلل في ترويج المنتوج السياحي المغربي بهذا البلد الشقيق، وهو خلل لابد أنه يشمل بلدانا عربية وغيرها ، وبالتالي يضع الحملات الاشهارية للمنتوج السياحي المغربي موضع تساؤل حول مدى جدوى صرف الملايين من العملة الصعبة لجلب السياح إذا كانت هذه الحملات تفتقد للمنهجية وللدقة في عرض ما تزخر به بلادنا من مؤهلات طبيعية يمكن استغلالها للترويج للسياحة. تصريح السيد السفير أحالني إلى واقعة عشت تفاصيلها قبل سنوات بمدينة ميلانو بإيطاليا. كنت في زيارة عمل لمعرض السياحة الدولي، كان بحق أكبر تجمع للمهنيين في عالم السياحة، كانت أروقة المعرض تعج بالحركة وكانت الوفود «تعقد» الصفقات واللقاءات وتتفنن الدول في إبراز منتوجها السياحي إلا الرواق المغربي الذي كانت حركته تثير «الشفقة»، وفي الوقت الذي كانت فيه باقي الأروقة تبدو كخلايا نحل لاتتوقف بها الحركة، كان رواقنا يبدو شبه فارغ. كان ذلك قبل سنوات ولم يتغير الوضع، بالشكل المرجو، كما صرح لي بذلك زملاء زاروا معارض مماثلة. القطاع السياحي بالمغرب يعيش مشاكل جمة تعيق نموه، بالرغم من المؤهلات الطبيعية والرصيد الثقافي والتنوع الجغرافي الذي يعرفه المغرب. قطاع من الأهمية بمكان لم تتمكن الدولة من الاعتماد عليه بشكل كبير لتحقيق نمو اقتصادي يحقق الطفرة النوعية للإقتصاد الوطني، قطاع مازال المسؤولون يتناولون الحديث عنه عبر خطابات تطمينية لاتلامس حقيقة الواقع الذي يعيشه. فالقول إن القطاع حقق نتائج جيدة أمر مبالغ فيه، فالنفخ في الأرقام هي السمة الطاغية للقول باقتراب الوصول إلى الهدف المسطر مع حلول سنة 2010 والذي حدد في عشرة ملايين سائح! فلكي يصبح المغرب وجهة سياحية حقيقة، يتوجب أن يشتغل ضمن إطار استراتيجية منسجمة مع أهداف واضحة، استراتيجية لاتنحصر فقط في تأهيل العنصر البشري وبنيات الاستقبال السياحي، بل أيضا استراتيجية تأخذ ضمن أولوياتها تأهيل فضاءات مدننا وقرانا السياحية و تحسين أسطول مواصلاتنا وطرقنا، استراتيجية تدمج المجتمع بأكمله ضمن أوراش سياحية مفتوحة، فالمغرب يتوفر بالتأكيد على مؤهلات سياحية، إلا أنها غير مستغلة بالشكل المطلوب. وفي انتظار أن يعيد المسؤولون ترتيب حساباتهم، يبقى التساؤل حول الأرقام الرسمية أمرا واردا، في انتظار أن تتضح الرؤية، ولكل مسؤول رؤيته، رؤية كشف «قصورها» تصريح سفير أرض الكنانة بالمغرب...