«الراحلة رجاء بلميح كانت فنانة صادقة تجاه وطنها، وطموحها الفني كان يسع مجموع الوطن العربي.. صداقتنا تجاوزت ما هو فني إلى ما هو إنساني واجتماعي.. يجمع بين صديقات حميمات، لم يحد من ديمومتها إلا مرض رجاء والظروف الصعبة لطلاقي....»، بهذه الكلمات المعبرة افتتحت الفنانة العربية السورية أصالة نصري، وشريط الذكريات الجميلة رفقة الفنانة المغربية الراحلة يبعث فيها روحه من جديد، أول أمس الخميس بالبيضاء، الندوة الصحافية التي نظمتها الفرقة المغربية للموسيقى العربية برئاسة المايسترو صلاح المرسلي الشرقاوي، وذلك قبل ليلة إحياء حفل خاص معها بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الفرقة . الندوة التي اعتبرت من خلالها أن ما يربطها أكثر بالمغرب هم أناسها الطيبون الذين احتضنوها فنيا بالحب الخالص والتشجيع عبر الشاشة والأثير..، بالرغم من أنها من الفنانات العربيات المقلات في الحضور إلى المغرب. وأكدت أن ما يعيق عملية التواصل باللهجة المغربية بين المغاربة ودول المشرق العربي ليس اللهجة ذاتها أو مضمونها، بل سرعة نطقها، وهو ما ينطبق على العديد من اللهجات سواء بمنطقة الخليج أو الشام. وتأسفت على كونها تفتقد معرفة الكثير من التفاصيل الفنية حول الأغنية المغربية التي لها طابعها العريق والمميز وذات قيمة على صعيد الوطن العربي ... « إنني أغير من الفنان الإماراتي الحسين الجسمي الذي توفق كثيرا في أداء أغنية باللهجة «المغربية». ولدي رغبة كبيرة، بكل تأكيد، في خوض تجربة أداء مماثلة»، كما بصم عليها مطربون مغاربة كبار أمثال عبد الوهاب الدكالي «الذي أحبه كثيرا، وتستهويني كثيرا طريقة غنائه» والفنانة الراحلة رجاء بلمليح والفنانة الراقية نعيمة سميح «التي أموت فيها .. إنها تمثل الوجه المشرق للموسيقى المغربية في أصالتها وعراقتها التي من المفروض على جل الفنانين أن يقتدوا بها» بالإضافة إلى فنانين وفنانات أخريات من ضمنهم سميرة سعيد «التي أصبحت محسوبة على العالم العربي أكثر من المغربِ»، وكذلك الشأن بالنسبة للعازفين والموسيقيين التي «حفزتنى كفاءتهم وحرفيتهم لأن أحيي بعيدا عن فرقتي الموسيقية، حفل الغد (مساء أمس الجمعة) مع الفرقة المغربية للموسيقى العربية بكل لطمئان، بعدما استمتعت بالإستماع إليها ومشاهدة عدة أشرطة لها» . وبخصوص ضعف اهتمام الإعلام المشرقي بالموسيقى والأغنية المغربيتين اعترفت الفنانة السورية بأن هناك تكاسلا على هذا الصعيد أو عدم استيعاب «بفعل انغلاقنا على ثقافاتنا المحلية لفترة من الزمن. لكن حديثا بدأنا ننفتح على بعضنا بدليل أن عددا من المسلسلات التلفزيونية العربية ومنها السورية، مثلا، تجد طريقها إلى المشاهد العربي وتحظى بالتتبع بكل سهولة و يسر.»