تشهد بلدية تولال منذ حوالي ثلاثة أشهر، عملية توسيع وتقوية الطريق المؤدية إلى الرباط ، عملية الإصلاح هاته لا يسعنا إلا الإشادة بها كبادرة حسنة لإعادة هيكلة هذه النقطة بالذات التي كانت تعرف عدة حوادث سير قاتلة، وذلك راجع لصعوبة ووعورة هذه النقطة. إلا أن بطء الأشغال جعل الساكنة تتخوف على مصير القنطرة التاريخية التي تعتبر المنفذ الرئيسي لدخول مدينة مكناس. و التي يعود تاريخ بنائها إلى عهد السلطان المولى إسماعيل كما هي أغلب المآثر التاريخية بالمدينة. شيدت على وادي أبو إسحاق الذي يفصل قصبة تولال عن المدينة، ويصل علوها إلى 8 أمتار وعرضها حوالي 16 متر، كلها مبنية بالطين على غرار الأسوار العتيقة. عملية إصلاح الطريق تتطلب من الجانب التقني إزالة فرشة من التراب على جنبات القنطرة بعمق المتر، مما فسح المجال أمام التسربات المائية في اتجاه القنطرة سيما مع فترة الأمطار التي تزامنت مع طول فترة الأشغال، حيث بدأت تتشكل خطورة الوضع، لكون هذه التسربات يمكن أن تتسبب في تصدع وانهيار هذه القنطرة لا قدر الله . لذا نناشد الجهات المسؤولة في تسريع وتيرة الأشغال وبالخصوص عل مستوى القنطرة وجنباتها، حتى لا تتسبب هذه الأشغال في فقدان هذه المعلمة التاريخية التي قلما يعلم مستعملو الطريق بتاريخها و عراقتها والتي يفوق عمرها300 سنة، حيث قاومت عوامل الزمن واستحملت أثقل الحمولات من عربات وشاحنات من النوع الثقيل. فرفقا بهذا الإرث التاريخي الذي بدأت معاول الهدم تجهز عليه سواء بالإهمال أو حتى بذريعة الإصلاح غير المعقلن.