خلال الولاية الحالية، تغيرت المعطيات، و«صعد» إلى منصة المسؤولية حزب البام، الذي ارتمى بريجة في أحضانه، وحصد منصب النائب الأول لساجد، ساعدته في ذلك تجربته الطويلة بمنطقة سيدي مومن، وحركيته داخل المجتمع المدني و«صداقته» مع جميع الفرقاء، بالإضافة الى تجربته الإدارية في مجال الجماعات المحلية، وهو تراكم مكنه من سحب البساط من جميع المقربين من ساجد، ليأتي بمنظور معاكس لزملائه في الحزب الذي «انتمى» إليه، والذي يذهب في اتجاه القصاص من الجميع، بمن في ذلك ساجد و«الاستحواذ» على كل شيء، لكن بدون أي خطة أو مشروع عمل من شأنه أن يعطي للعاصمة الاقتصادية قيمة إضافية! ويقوم منظور بريجة على دعم ساجد أولا في تجربته وعدم وضع العراقيل أمامه، مادام تحت مجهره! تجربة بريجة في الجماعات المحلية، علمته ، كما علمت كل «المحترفين» في هذا المجال، بأن الوقت يذوب الأفكار الأولية الساخنة، وبأن بعض «الضربات السحرية» تجعل المواقف تتغير، خصوصا في ظل غياب معارضة قوية داخل المجلس، لذا فالمطمح هو جعل ساجد في منأى عن أي قصاص، لكن أن يرسم له كنائب أول معالم الطريق وخريطتها، بالمعنى التاريخي، أن يكون «صدره الأعظم»، خاصة وأنه يعلم أن «البام» بأغلبيته اللامتناهية العدد ( كل يوم نسمع عن التحاقات جديدة !) لايتوفر على رجل من «كاليبر» ساجد، ويعلم بريجة ، أيضا، أنه إذا طمع في مقعد ساجد ، فسيجد العراقيل من طرف « أبناء جلدة حزبه» الذين يضعونه بدورهم تحت مجهرهم، لذا كان لزاما عليه ، خلال أشغال اللجن ودورة الحساب الإداري الأخيرة، أن يتدخل بكل تجربته لإنجاح الدورة، و الخروج من «عين إبرة» كل الانتقادات الغليظة الموجهة للتسيير! وإذا كان هناك من نتيجة حالية، فهي أن بريجة بدأ يتبوأ موقع «العدو» عند البعض، وحزب البام لن يستطيع عمليا الأخذ بزمام التسيير، بالنظر الى تركيبة أعضائه، خصوصا وأن له رؤية واحدة تتلخص في «نريد التفويض الفلاني وإلا..»! وبدون أدنى أفق أو مشروع مستقبلي للمدينة، يزاحمه في ذلك حزب العدالة والتنمية، الذي جعله ساجد رقما أساسيا في المعادلة لوقف زحف «البام» ، ليكون «المنتصر» الوحيد هو ساجد الذي يعرف كيف يجعل من «الخيلوطة»، التي أمامه «طريقا سيارا» ليحط بتجربته في أمان بعد ست سنوات! الخاسر الأكبر ، في كل هذا «التفدليك» هي مدينة الدارالبيضاء وسكانها ، الذين عليهم المكوث في قاعة الانتظار، إلى أن يسوي هؤلاء المتصارعون «خلافاتهم» وتجبر الخواطر بما يرضي هذا الطرف أو ذاك! لكل ما سلف ، نفهم ، لماذا ، حوربت المعارضة السابقة بقوتها، حتى يبقى المجال فسيحا، لإعداد سيناريوهات التحكم، في الآتي من الأيام، ليس في الدارالبيضاء فقط!