تمكنت مؤخرا مصالح الأمن الوطني ببنسليمان من إلقاء القبض على عصابة إجرامية قامت ببيع بقعة أرضية توجد بأحد أحياء المدينة عن طريق النصب والاحتيال و التزوير. وقد تمت عملية الاعتقال في إطار البحث والتحري الذي قامت به عناصر الشرطة القضائية في موضوع الشكاية التي تقدمت بها مهاجرة تقيم بالديار الفرنسية إلى المحكمة الابتدائية ببنسليمان. والتي تفيد ( الشكاية) بأن المهاجرة توصلت يوم 12/02/2010 عن طرق عنوانها بفرنسا برسالة مفاجئة وغريبة من الموثقة( س .ع) تطالبها بإعادة الدفتر الأزرق إلى المحافظة العقارية وتمكينها من نظير الرسم العقاري رقم 2281/25 وهو رسم متعلق بالقطعة الأرضية التي توجد في حوزة المشتكية البالغ مساحتها 106 أمتار مربعة، سبق أن اقتنتها سنة1993 بحي القدس، وذلك من أجل أن تتمكن الموثقة من إتمام إجراءات عملية البيع! فانتابت المواطنة المهاجرة شكوك حول تعرضها لعملية نصب، خصوصا بعد أن تيقنت عن طريق مكالمة هاتفية مع الموثقة من أن عملية إتمام البيع تهم القطعة الأرضية التي توجد في ملكيتها، فاضطرت للعودة على وجه السرعة إلى أرض والوطن، وتقديم شكاية في الموضوع إلى تانيابة العامة بالمحكمة الابتدائية ببنسليمان حيث قادت الأبحاث والتحريات التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية بعد الاستماع إلى المشتكية والموثقة وكذا بعض الوسطاء إلى إلقاء القبض على العقل المدبر لهذه العملية بمدينة المحمدية، وهو في حالة سكر، والذي اعترف بعد استنطاقه و مواجهته مع جميع أطراف النازلة بأنه قام بتخطيط مدروس لاقتراف جريمته وذلك من خلال استعلامه بالبقع والقطع الأرضية غير المبنية التي توجد بأحياء المدينة، حيث توصل في الأخير إلى معرفة هوية مالكة القطعة الأرضية موضوع النازلة، وتمكن من الوصول إلى كل المعطيات حول الملك العقاري المشار إليه، وحصل على جميع المعلومات المتعلقة بهوية مالكة العقار من المحافظة العقارية ببنسليمان، وعمل على استنساخ بطاقة وطنية مزورة مثبت عليها معلومات تخص المواطنة المهاجرة، باستثناء الصورة التي هي لشريكة له، تعرف عليها عن طريق وساطة أمه، لكي تلعب دور خالته، وانتحال هوية مالكة البقعة الأرضية موضوع النازلة، حتى تتمكن العصابة من القيام ببيع العقار بشكل عاد ودون شبهات. عملية التزوير هاته تمت بمساعدة أحد الأشخاص الذي يوجد في حالة فرار مقابل مبلغ مالي قدره 5000 درهم، وقد صدرت في حقه مذكرة بحث حسب محضر الشرطة القضائية. وقد أشاع العقل المدبر للعصابة في وسط السماسرة بعد أن قام بحبك سيناريو النصب والاحتيال بإتقان خبر وجود عقار للبيع في ملكية إحدى قريباته العائدة مؤخرا من فرنسا من أجل القيام بإجراءات البيع، حيث دله أحد الوسطاء بعد أن ظهر من يرغب في شراء العقار على الموثقة المذكورة لإنجاز وتوثيق عملية البيع والشراء، حيث تقدم النصاب يوم 31/12/2009لدى الموثقة رفقة شريكته وهي تنتحل هوية المالكة الحقيقية للقطعة الأرضية المذكورة ببطاقة تعريف وطنية مزورة، مدعيا أنها خالته تود بيع العقار والرجوع إلى فرنسا في أقرب وقت ممكن، أنجزت الموثقة رسم البيع بعد تأكدها حسب محضر الشرطة القضائية من سلامة الإجراءات، وإدلاء النصابة بالبطاقة الوطنية التي تثبت هوية مالكة العقار الحقيقية، وتم التوقيع والإمضاء ببصمات البائعة المزيفة في كافة أوراق عقد البيع، ودفعت الموثقة مقابل ذلك شيكين بنكيين للبائعة، الأول يحمل مبلغ 000.00 150 درهم والثاني يحمل مبلغ 000.00 200 درهم. هذه المبالغ المالية تم سحبها وإيداعها في حساب بنكي باسم النصاب الذي سلم مبلغا ماليا قدره 6 ملايين لشريكته مقابل لعبها دور خالته البائعة، حسب تصريحات هذه الأخيرة أمام الشرطة القضائية. ولم تفطن الموثقة لعملية النصب والاحتيال إلا بعد مواصلتها إجراءات إتمام البيع بالمصالح المختصة، حيث تبين لها حسب إفادتها بمحضر الضابطة القضائية، وبعد تفقدها ملف العقار بالمحافظة العقارية ببنسليمان أن بعض وثائقه ناقصة، وخاصة الدفتر الأزرق، الشيء الذي اضطرها إلى مكاتبة المواطنة المهاجرة بفرنسا من أجل إعادة هذا الدفتر. فما كان من هذه الأخيرة، بعد أن انتابتها الشكوك إلا العودة على استعجال إلى أرض الوطن وتقديم شكاية في الموضوع إلى المحكمة الابتدائية ببنسليمان، حيث تم إجراء بحث وإنجاز محضر مفصل في النازلة وتقديم أفراد العصابة في حالة اعتقال إلى المحكمة.