لم تنفع كل الترتيبات الأمنية للحيلولة دون وقوع انفلات أمني بعد تشييع جثامين ضحايا سقوط صومعة مسجد خناتة بنت بكار الذي أودى بحياة 41 من المصلين. فالمسيرة الحاشدة التي انطلقت من المدينة العتيقة صوب مقر ولاية جهة مكناس-تافيلالت كادت أن تزوغ عن طابعها الاحتجاجي بعد رشق بعض الأطفال رجال الأمن بالحجارة، مما جعل رد فعل هؤلاء عنيفا خصوصا بعد إصابة خمسة من زملائهم، أحدهم نقل إلى المستشفى في وضعية قلقة. لكن تعليمات صارمة أوقفت ملاحقة رجال الأمن للمحتجين. بعد تجمع المحتجين من جديد في الطريق الفاصل بين المدينتين القديمة والجديدة والتحق بهم آخرون، مما أربك الجميع، الأمر الذي أدى برجال الأمن إلى مرافقة المحتجين حتى أمام الولاية التي كانت معززة بجميع أصناف قوات التدخل السريع، ومتأهبة لكل الطوارئ. وبعد تكليف 15 من المحتجين لتمثيل باقي سكان المدينة القديمة في جلسة حوار مع والي جهة مكناس- تافيلالت والتي دامت زهاء ساعتين، تلا الكاتب العام للولاية نص الاتفاق الذي أسفر عن اللقاء. ويبدو أن غضب سكان المدينة القديمة بخروجهم للتظاهر بشكل سلمي محتجين في ذلك على الإهمال الذي طالهم والاستهتار بشكاويهم وعدم الإنصات لهم، أعطى أكله من خلال تشكيل لجنة برئاسة والي الجهة محمد فوزي للبحث عن الحلول الجذرية كما جاء في نص الاتفاق. ويمكن القول إن الاجتماع الذي عقد بمقر الولاية يوم أول أمس وحضره كل المتدخلين من أجل إيجاد حل عاجل رغم تعقيداته القانونية والاجتماعية والمادية جاء نتيجة الضغط الذي مارسه السكان ووضع كل واحد أمام مسؤولياته. كما قال محمد فوزي، مضيفا، إنه إذا اجتهدنا جميعا وعملنا يدا في يد سنتغلب على كل الصعاب مما سيسهل عملنا. وفي الوقت الذي كان منتظرا من المتدخلين طرح مقترحات عملية ومستعجلة، خصوصا وأن التشخيص موجود، بدا وكأن كل واحد يرمي بالكرة في مرمى الآخر، متذرعا أحيانا بالمساطر القانونية البطيئة، وأحيانا بانعدام التجربة، فيما يتعلق بعملية هدم الدور الفارغة الآيلة للسقوط. وبعد أخذ ورد تم الاتفاق على ما يلي: الشروع في عملية هدم الدور الفارغة يوم أمس (الثلاثاء) من طرف شركة مختصة يصاحبها في ذلك مهندسون وخبراء وتقنيون، تشكيل ست فرق للبحث عن الحلول الممكنة في عين المكان ثلاثة منها بالمدينة القديمة وواحدة بجماعة المشور الستينية وأخرى بتولال، أما الأخيرة فستتكلف بمولاي إدريس زرهون، بالإضافة إلى الدور والمساجد تمت إضافة الزوايا والأضرحة التي تشكل بدورها خطرا على الساكنة.