يعتبر الصالون الأدبي العربي ببروكسيل الذي يديره الشاعر المغربي طه عدنان إحدى المحافل الأدبية الأساسية التي تحتفي بالثقافة العربية في العاصمة البلجيكية. حيث يلتف أدباء عرب (مهجريون بالأساس) حول موضوع معين ويتبادلون فيه الآراء والمواقف مع أدباء بلجيكيين وأوروبيين. لمعرفة المزيد عن هذا الصالون الأدبي، كان لنا هذا الحوار مع طه عدنان. كيف جاءت فكرة الصالون الأدبي العربي ؟ كدأب معظم الصالونات الثقافية التي أدارتها نساء منذ سكينة بنت الحسين وولاّدة بنت المستكفي ومي زيادة كانت الأديبة زهرة زيراوي التي تشرف على صالون أدبي في الدارالبيضاء تحتضن لقاءاتنا في بيت ابنتها ببروكسل. وهناك تحلّقنا حول العديد من الأدباء والمفكرين المغاربة كالمهدي المنجرة ومحمد برادة، قبل أن يقترح المركز الثقافي العربي احتضان الصالون الذي اخترنا أن يكون موعدا سنويا للقاء الأدبي. ما هي الأهداف التي يتوخاها هذا اللقاء العربي في بلاد المهجر؟ أول الأهداف هو الدفاع عن الثقافة العربية كمكوّن ثقافي أساسي في عاصمة متعددة الثقافات مثل بروكسل. إنه نوع من ممارستنا للمواطنة الثقافية بشكل كامل. أنتَ كنتَ حاضرا قبل سنتين وشاهدت أن فضيلة لعنان وزيرة الثقافة البلجيكية التي افتتحت الدورة الثالثة من الصالون الأدبي من أصل مغربي. إنها دليلٌ حيّ على جدوى معركة المواطنة الثقافية. لكن كيف يمكن للصالون أن يكون قنطرة للقاء بين الثقافات العربية والبلجيكية؟ بإتاحته فرصة التواصل بين المبدعين العرب من جهة وبينهم وبين زملائهم البلجيكيين والأوروبيين عموما.. فرصة سنوية للتقارب وتبادل الرؤى عن الأنا والآخر والذات والعالم من أجل تبديد الأحكام المسبقة. فالأدب قيمة إنسانية مشتركة. كما أنه ينقل روح الشعوب ووجدانها أكثر مما يمكن للتقارير الإعلامية العجولة أن تفعل. العمل الثقافي لم يُنسِك الإبداع بدليل ديوانك الجديد «أكره الحب» الصادر باللغتين العربية والفرنسية عن منشورات الفنك بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج، ماذا يعني لك هذا الديوان؟ «أكره الحب» هو ثمرة عقد من الاغتراب من 1997 إلى 2007. إنه ديوان يمثلني ويشبهني وقد ساهمت الشاعرة الصديقة سهام بوهلال بترجمتها في إتاحة الفرصة للقراء بالفرنسية للوقوف عند تجربة تحاول دونما ادعاء إنزال القصيدة من عليائها إلى مجال التداول اليومي والارتقاء باليومي إلى لحظة شعرية خالصة.