كل ساكنة البيضاء علمت بسقوط منازل على رؤوس الناس في المدينة القديمة وأودت بحياة بعضهم، قبل أن تشرد البعض منهم تحت الأمطار. الواقعة دفعت برئيس مقاطعة سيدي بليوط الى اتخاذ إجراءات عاجلة مع شركة صوناداك من أجل إيواء المتضررين ، لكنها تلكأت في البداية ، مما جعل الرئيس وبعض الأعضاء المسيرين معه يجعلون القضية « أم القضايا » بالنسبة لمقاطعتهم، وبهذا الصدد، ومن أجل إيجاد حل شامل لمنطقة المدينة القديمة، طالبوا محمد ساجد بإدراج نقطة الدور الآيلة للسقوط في الدارالبيضاء ككل ضمن جدول أعمال مجلس المدينة، لأنها أضحت أولى الأولويات، خصوصا مع الطقس العاصفي الذي يعرفه المغرب هذه الايام. والذي من شأنه أن يسقط المزيد من الدور القديمة التي قد تخلف مآسي إنسانية. بطبيعة الحال ، وكالعادة، ساجد و أعضاء مكتبه، لم يدرجوا هذه النقطة في جدول الاعمال، لأن أرواح الفقراء لا تعنيهم في شيء، المهم هو الصفقات والمشاريع الارضية المستقبلية، أما أن تسقط المدينة القديمة ودرب السلطان ودرب غلف ... على رؤوس الناس فهو أمر ثانوي ولا يخلق إلا «الوجع»! ليجد سكان هذه الاحياء أنفسهم في مواجهة مع برودة الطقس وبرودة ساجد وجماعته، وهي برودة تعني ما تعنيه في الوعي الجماعي المسير لهذه المدينة الكبيرة، الذي لم يعد يبالي بالبشر ويجعله في المراتب الثانوية! بعض الأعضاء أثاروا هذا الموضوع خلال إحدى اللجن المجتمعة يوم أول أمس، للتهييء للحساب الاداري، واستنكر عدد منهم كيف أن المسؤولين يضعون في جدول الاعمال مسألة أسماء الشوارع ، رغم أن هذه العملية أُنفقت عليها الملايين من السنتيمات ، في السابق ، ولم تتم بالشكل المتوخى. وهي نقطة تدرج أصلا من أجل تعويم الحساب الاداري ، وعدم الحديث عن القضايا المهمة في المدينة! فهل نتوفر حقا على شوارع وأزقة حقيقية ولم يبق الا تسميتها؟؟ إذا كانت حياة الناس لا تهم المجالس، فما جدوى هذه المجالس أصلا؟! وفي هذا السياق نقول للمسؤولين عن تسيير شؤون المدينة، ما قاله رئيس مقاطعة سيدي بليوط لمسؤولي صوناداك:« اصطحبوا أبناءكم لقضاء ليلة واحدة فقط داخل خيام من هوت منازلهم في هذه الأيام الجليدية لتتأكدوا أن الأمر جلل ولا يجب أن تعترض طريقه لا مساطر أو مذكرات ، اللهم المساطر الإنسانية»!