استفادت الأطر الطبية والمساعدة بمركز الطب الشرعي الرحمة على مدى يومي الأربعاء والخميس 10-11 فبراير الجاري، من تكوين /تأطير يندرج في إطار التكوين المستمر للعاملين بمستودع الأموات، من لدن الخبير الدولي René christian Raffault ، رئيس الجمعية الفرنسية للمحنطين، خريج المعهد البريطاني للمحنطين والمدرسة الفرنسية (سوانسي) لعلوم التشريح، كاتب ومحرر في دورية براكسي المتخصصة، والحائز على عدة دبلومات في هذا المجال والذي استطاع مراكمة خبرة امتدت لأكثر من 30 سنة. التكوين الذي جاء على خلفية اقتناء مجلس المدينة لعتاد تقني متطور يهم العمل بتقنيات حديثة مستعملة دوليا في مجال المحافظة على الجثث وتفادي تعفنها/تحللها، سيما في الحالات الصعبة المرتبطة بمجهولي الهوية والجرائم، وترتكز بالأساس على الحفاظ على معالم الوجه التي يمكن أن تطالها بعض التغييرات مع طول المدة، ليسهل التعرف عليها من جهة، وللاحتفاظ بذات الملامح عند الإطلالة الأخيرة عليها لحظة الوداع. التقنية الجديدة التي أصبحت متاحة بمركز الطب الشرعي الرحمة وستمنح بالمجان، كانت مطلبا ملحا لسنوات لرئيسة المركز الدكتورة «فريدة بوشتة»، تعد أحد الأساليب المندرجة ضمن علم التحنيط، وإن كان ذلك بدرجة متفاوتة ومتغيرة، وتهدف إلى توحيد طرق الاشتغال عالميا في هذا المجال عوض الطرق «التقليدية»، ومن شأن المواد المستعملة خلالها تقليص ضرر السابقة على صحة الأطر الصحية والعاملين بالمركز، إضافة إلى أن العمل بها سيمكن من الحفاظ على المعالم الأصلية للجثث الأجنبية المتوجهة نحو الخارج في توابيت ستجاورها عينة من المادة المستعملة لتحديدها في حال تشريح هذه الجثث بموطنها الأصلي ، حتى يتسنى التعرف عليها. إضافة إلى التقنية السالف ذكرها ، تنصب جهود أطر المركز حول برمجة تكوين آخر يهم الاستفادة من تقنية أخرى مكملة تعتمد على إعادة تركيب ملامح الوجه كما كانت عليه في السابق بالنسبة للجثث التي يتعرض أصحابها لحوادث مختلفة مفجعة، تشوه معالم الأوجه، وذلك لتجاوز الصدمات التي يمكن أن يصاب بها أقارب الضحايا في حال إصرارهم على إلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد، وتسمح بلحظة وداع خالية من أي مشهد صادم/مروع.