جنوب، وتحقيق الأهداف المرسومة لها، بعد سنتين فقط من إحداثها داخل مصحة الهلال الأحمر المغربي بهذه المدينة. وتؤمن هذه المدرسة، التي تعد ثمرة تعاون شمال-جنوب، تكوينا ذا جودة، حسبما سجله أعضاء وفد المعهد الجهوي للتكوين الصحي والاجتماعي التابع للصليب الأحمر الفرنسي بتولوز، خلال الزيارة التي قاموا بها أمس الجمعة للمدرسة، وذلك في إطار تتبع تنفيذ اتفاق التوأمة الموقع في 29 يونيو الماضي بهذه المدينة الواقعة بجهة ميدي بيريني. وقد عقد الوفد، برئاسة السيدة أندري سون مديرة المعهد الجهوي للتكوين الصحي والاجتماعي، جلسة عمل مع أعضاء الوفد المغربي برئاسة مدير مدرسة تكوين الممرضين والممرضات السيد محمد السوعلي، تم خلالها تدارس خطة العمل لسنة 2010 واستعراض المراحل التي تم قطعها منذ التوقيع على اتفاق التوأمة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاتفاق، الذي يندرج في إطار روح التبادل والمساهمة المتبادلة بين معهدي التكوين، يتوخى تحسين مستوى التكوين في مجال التمريض بضفتي المتوسط وتحسين جودة التكفل، وفقا لمبادئ حركة الهلال الأحمر/ الصليب الأحمر. وكان قد تم في إطار هذه التوأمة التركيز على خمسة محاور للشراكة تهم تبادل المكونين/ الطلبة، وهندسة التكوين بهدف تحسين جودة التكوين، وتبادل الموارد التوثيقية، واستعمال تكنولوجيات الإعلام، وأخيرا تطوير مركز للتكوين. وأكد المسؤولون بالمؤسستين، خلال ندوة صحافية، الطابع المتفرد لهذه التوأمة، الأولى من نوعها التي يقوم بها الصليب الأحمر الفرنسي مع مؤسسة أجنبية، وهو ما يترجم حسب السيدة كريستينا لوبيز مساعدة قسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط بالصليب الأحمر الفرنسي، إرادة هذه المؤسسة الإنسانية لانفتاح مدارسها على الصعيد الدولي وتسهيل المبادلات بين الطلبة. وتعد مدرسة تكوين الممرضين والممرضات التابعة للهلال الأحمر المغربي بتطوان، أول مؤسسة مغربية للتكوين شبه الطبي تحظى بدعم مؤسسة استشفائية، وتشكل بذلك، حسبما عبر عنه السيد لويك دو باستيي المندوب الجهوي للصليب الأحمر الفرنسي المكلف بمنطقة المغرب العربي بالرباط، نموذجا جيدا ستليه تجارب أخرى، حيث يعتزم الصليب الأحمر الفرنسي مواصلة تطوير فرع التكوين شبه الطبي للهلال الأحمر المغربي، عبر توسيع مدرسة تطوان، وإنشاء مدرسة الدارالبيضاء وأخرى تابعة للصليب الأحمر المالي بباماكو. ويروم ذلك إنشاء شبكة لمعاهد التكوين شبه الطبي الصليب الأحمر/ الهلال الأحمر بين أوروبا والمغرب العربي وغرب إفريقيا، مما سيمكن من إحداث توأمة ثلاثية الأطراف. وتجدر الإشارة إلى أن مدرسة تكوين الممرضين والممرضات التابعة للهلال الأحمر المغربي التي تستقبل حتى الآن حوالي أربعين تلميذا، تخضع لعملية توسعة بفضل التوقيع في ماي 2008، خلال حفل ترأسه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مليكة رئيسة الهلال الأحمر المغربي، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسينية للهلال الأحمر المغربي، على اتفاقية شراكة لإنجاز مركب للخدمات السوسيو- طبية ولتكوين المتطوعين وأطر الصحة، الذي سيمتد على مساحة ألفي متر مربع بكلفة إجمالية تبلغ 7 ملايين درهم. وتعتزم مدرسة تطوان، ذات التوجه الاجتماعي والتي تكون تقنيين متخصصين (ممرضات، مولدات) وممرضات متعددات التخصصات وممرضات مساعدات، حسب مديرها، استقبال تلاميذ آخرين بشكل مجاني (30 سنة 2010، و50 سنة 2011، و80 سنة 2012) منحدرين من أوساط فقيرة انقطعوا عن متابعة دراساتهم بالإعداديات والثانويات.