نظمت كتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة بتعاون مع المعهد الدولي للماء والصرف الصحي بمركب أبي رقراق التابع للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب خلال الاسبوع الأخير من الشهر المنصرم، ندوة جهوية دولية تحت عنوان» إدارة فاقد المياه في المنطقة العربية» حيث شارك في هذه الندوة العلمية الهامة أزيد من 250 مشاركا من مختلف دول العالم العربي بالإضافة إلى مجموعة من ممثلي جمعيات ومنظمات دولية مهتمة بالماء من أوروبا وآسيا وأمريكا وبشكل ملفت عدد كبير من المشاركين من دول الشرق الأوسط والخليج ضمنهم خبراء وطنيين ودوليين يشتغلون في مجال تدبير قطاع الماء. وخلال اليومين الدراسيين قدمت عدة عروض وموائد مستديرة تمحورت أغلبها حول إشكاليات إدارة وتدبير المياه الضائعة في المنشآت العامة لإنتاج وتوزيع الماء، سواء خلال عملية التخزين أو النقل عبر قنوات الري أو الضخ وكذلك في شبكات التوزيع الحضرية والقروية، خاصة وأن المنطقة العربية توجد من ضمن المناطق المهددة بندرة المياه أو ما يعرف بإشكالية الإجهاد المائي ،مما يتطلب اهتماما خاصا بالمشكل من أجل ابتكار وإبداع حلول وتقنيات لمواجهة هذا الخطر الزاحف. واعتبارا لأهمية التقليص من التسربات بشكل معقلن وفعال وكذلك من اجل الرفع من مردودية المنشآت المائية بهدف تحقيق أرقام قياسية، فقد استطاعت بعض المؤسسات في هذه الدول استعمال تقنيات جد متطورة للحد من التسربات، لذلك فإن هذه الندوة أتاحت الفرصة للوفود المشاركة لتبادل الخبرات و تقديم تجاربها الخاصة، حيث تم تسجيل تفاوت جد كبير بين تجربة بعض الدول التي لازال الماء يوزع فيها بالمجان بل تواجه مقاومة من طرف المستفيدين لوضع العدادات، وبين دول أصبحت تتحكم في التقنيات الحديثة في التدبير والتحصيل، بل تدبر شبكات توزيع الماء بآلاف الكيلوميترات بمردودية تفوق 80% وهذا في حد ذاته انجاز جد إيجابي. وبالمناسبة فقد تم الوقوف من طرف المشاركين عن أهمية التجربة المغربية ممثلة في المكتب الوطني للماء الصالح للشرب التي يمكن اعتبارها نموذجية بل يمكن اعتباره من الدول العربية الرائدة في استعمال التقنيات المتطورة في محاربة ضياع المياه، وذلك لكونه يتوفر على أكثر من 17 فرقة جهوية متخصصة ومجهزة بأحدث التقنيات للبحت عن التسربات في شبكات مراكز الإنتاج والتوزيع التي يسيرها المكتب والتي يفوق عددها 530 مركزا بشبكة يفوق طولها 34580 كيلومتر من القنوات حيث يتمكن سنويا من توفير الآلاف من الأمتار المكعبة من الماء. لقد مكنت هذه الندوة الجهوية أصحاب القرار والمهنيين وكذلك الخبراء والمتخصصين من الخروج بمجموعة من التوصيات أهمها: القيام بدراسة معمقة تهم المنطقة العربية لتحديد مظاهر الخلل المتعلقة بإشكالية ضياع المياه وبشكل خاص التسربات، الاتفاق على مقاربة موحدة في الأدوات والأهداف وكذلك طرق الاشتغال، و اعتماد إستراتجية واضحة مندمجة في محاربة التسربات وضياع المياه في المنطقة العربية.