إن نجاح المدرسة لا يمكن أن يستقيم إلا بنجاح المجتمع والتناغم الذي يجب أن يحصل بين خطاب المجتمع وخطاب المدرسة ناهيك عن تحمل مسؤولية المدرسة من طرف المجتمع حيث لا يمكن البتة أن يتحقق النجاح على أرضية اللاتواصل التي تؤثت مشهد علاقة المدرسة بالمجتمع. كما أن الهوة التي ما فتئت تتسع، بين الخطاب التربوي الواعي والممارسة التربوية التلقائية من جهة ، وبين مهام المدرسة وأدائها وحجم الرهانات عليها من جهة ثانية ، ساهمت بشكل كبير في تردي وتراجع مردودية المدرسة وعزلتها. عزلة تعمقت وسوف تتعمق في ظل غياب إصلاحات جوهرية تستحضر في فلسفتها ترسيخ ثقافة التناغم والانسجام وعلاقة التأثير والتأثر بين المدرسة وبيئتها حتى لا يكون خطابها مناقضا لخطاب المجتمع وحتى لا تكون فضاءا مناسبا لنضج مفارقتها التاريخية بين الخطاب والممارسة، مفارقة لم ينجح الميثاق الوطني للتربية والتكوين وكذا المخطط الاستعجالي في تجاوزها. إن قضية التعليم في بلادنا يجب أن تتبوأ مكانة متميزة ويجب أن تدخل في إطار النقاش العمومي الجاد، كما أن الاهتمام بالمدرسة يجب الرقي به إلي مستوى الممارسة الفعلية الجادة والمسؤولة المبنية على الفلسفة التشاركية فإذ نتحدث عن إخفاق المدرسة لا يجب أن نتعاطى معه بفصل تعسفي عن إخفاق المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ببلادنا. لقد دشن الدخول المدرسي الحالي 2009/2010 بمجموعة من المذكرات والحملات التحسيسية والتوجيهات التربوية ...والتي تصب في خانة تحقيق الجودة المبحوث عنها منذ عقود، ومحاربة الهذر المدرسي في مدرسة تئن تحت وطأة الاكتظاظ وغياب فضاءات تسمح بحياة مدرسية مفعمة بالحيوية . طبيعة الإصلاحات الراهنة ( المخطط الاستعجالي ) لها أهميتها وسوف تكون بمثابة إرهاصات أولية لرد الاعتبار للمدرسة، فالنزوع نحو اللاتمركز(مدرسة النجاح ) هو انعتاق للمدرسة وتحقيق حياة مدرسية مفعمة بالحيوية (تفعيل الأندية التربوية ) هو مطلب والتأسيس لعلاقة تواصلية مع المتعلمين (مذكرة الأستاذ الكفيل) هو ضرورة، و نهج سياسة الأبواب المفتوحة ( انفتاح المؤسسة على محيطها ) هو دعوة لانخراط الجميع في مشروع المؤسسة ... لكن منطق الغيرة على وطننا وعلى مدرستنا يتطلب منا التحلي باليقظة والحذر ويتطلب منا المساهمة الجادة في تصحيح ما يمكن تصحيحه، فكل الإصلاحات السالفة الذكر لايمكن لها النجاح في نظرنا على الأقل ما لم تتوفر أرضية خصبة تتيح لها إمكانية التفعيل الحقيقي لجوهر فلسفتها. وعليه فإننا نقترح مجموعة من التدابير التي نراها بمثابة خارطة طريق لانجاح الإصلاح المنشود : - العمل الجاد على إعادة الثقة بين مكونات المنظومة التعليمية ببرامج وتحفيزات تهدف إلى تجاوز اكراهات مبتدئها وخبرها : الأستاذ. - ايلاء أهمية خاصة لإدارة المدارس بالاعتماد على جيل حامل لمشاريع تنسجم وتتناغم مع فلسفة الإصلاح حتى لا نسقط مرة أخرى في تكريس مدراء تختزل مهامهم في تدبير أزمة الطباشير وساعات العمل وتغطية خصاص المدرسين... - توفير البنية التحتية الملائمة الحاضنة للحياة المدرسية المفعمة بالحيوية والحفاظ عليها . - سن ترسانة قانونية ملزمة لكل المتدخلين وتحملهم المسؤولية ( هيئات منتخبة ، جمعيات المجتمع المدني ، سلطات محلية ...). - الانخراط الجاد والمسؤول والواعي للأسر في فلسفة الإصلاح بحملات تحسيسية ... - تجريم تحويل المدارس إلى خزانات انتخابية وصراعات إيديولوجية مهترئة . تشجيع الكفاءات والاهتمام بها وتحصينها من جيوب المقاومة الرافضة لكل ما هو جاد ومسؤول . - حركة إصلاح المدرسة يجب أن لا تكون مبتورة عن حركة إصلاح المجتمع . الثانوية التأهيلية أبي الربيع السبتي/الفنيدق