نوه الكاتب الصحفي التونسي، صالح عطية، بالعطاء العلمي والمعرفي للمفكر المغربي، محمد عابد الجابري، داعيا إلى إنشاء مؤسسة عربية «تحتضن فكره وتعمل على تنميته لكي يكون مشروع أجيال بأكملها». وقال عطية، في مقال له بجريدة «الصباح» التونسية، إن شخصية الجابري، تمثل «قلب الرحى» في الحراك الفكري والثقافي والسياسي الذي يعيشه المغرب، منذ سنوات عديدة، بفضل الجدل الذي أثارته كتاباته في الفلسفة والسياسة والثقافة والتنظير الفكري. كما تحدث عن قدرة الجابري على «فرض احترام جميع التشكيلات السياسية والفكرية لمواقفه ورؤاه ومقارباته»، معتبرا أنه «من النادر أن يكسب مفكر, كما كسب الجابري، احترام جميع ألوان الطيف الفكري والسياسي». وذكر الكاتب أيضا، أن الجابري كان في طليعة الشخصيات الفكرية والثقافية التي لعبت، منذ الخمسينات، دورا في «نحت معالم مشهد سياسي منتج في المغرب، مشهد، مهدت له ثقافة جديدة، بهمومها ومشاغلها وتساؤلاتها، وبطريقة إجاباتها والمضمون الذي قدمته لقضايا مؤرقة». وبعد أن ذكر بنماذج من كتاباته ك «الخطاب العربي المعاصر» و«الفكر العربي» وما تميزت به هذه المؤلفات من «فكر وثقافة وفلسفة ورؤية حضارية (...)»، قال إن الجابري «لا يكتب فكرا فحسب، وإنما هو يؤسس لمعرفة جديدة (...) أفاد بها جيلين من المثقفين على الأقل..». وبرأي الكاتب التونسي، فإن الجابري تمكن من هضم ثقافة الغرب وفكره، مثلما «هضم ميكانيزمات العقل العربي والإسلامي»، الأمر الذي جعله «يقف بين الربوتين، في إنتاج معرفي لافت، أثمر مشروعا لنقد العقل العربي في تكوينه وبنيته، ومن خلال عقله السياسي والأخلاقي، وصولا إلى دراسة النص القرآني في بنيته وتاريخيته.. هذا عدا تلك الكتابات التي تعاطت مع الراهن العربي وأسئلته المتشعبة». وخلص الكاتب الصحفي التونسي الى التساؤل: «أفلا يستحق هذا المشروع الهام، مؤسسة تحتضن فكر الرجل وتعمل على تنميته لكي يكون مشروع أجيال بأكملها، ضمن «كرسي الجابري» للفكر والفلسفة على سبيل المثال»..