يعيش المعهد الموسيقي الكائن بشارع باريس وضعية تتسم بكثير من «الغموض» رغم أنه كان بالامس القريب منارة لطلاب المعرفة من أصحاب المسرح والموسيقى والرقص، وتخرجت منه أطر كفأة نجحت في شق طريقها بثبات في مجال التمثيل والمسرح والغناء والموسيقى. الاقسام الدراسية وأدوات وآلات التلقين تهالكت لكون الشأن الثقافي ظل غائبا عن أجندة من تحملوا مسؤولية تدبير شؤون الساكنة البيضاوية. الدراسة بالمعهد متوقفة لمدة ثلاثة مواسم دراسية. عودة الروح والحياة للمعهد كادت أن تشق الطريق بسينما ريالطو بتاريخ 18 دجنبر 2007 حين تم توقيع اتفاقية الشراكة بين مجلس الدارالبيضاء و جمعية أمريكية مقرها في شيكاغو، حيث شهدت المناسبة حفلا فنيا متميزا، والتزمت الجمعية بتقديم دعم مالي لإصلاح المعهد الموسيقى ،ويهدف المشروع الى ترميم البناية وإحداث قاعة للعرض طاقتها الاستيعابية 300 مقعد، واستوديو التسجيل ومحطة الراديو ومتحف للموسيقى الاندلسية ومقهى ومسرح على سطح المعهد، إضافة إلى الإسهام في تقوية التكوين وإحداث قسم للحصول على الماستر ومراجعة البرامج، وحددت بداية شهر يناير 2008 كموعد لبداية الأشغال. لكن موعد الانطلاقة لم يحترم واصبح الاعتقاد السائد ، ربما أن مكتب المجلس قد صرف نظره نهائيا عن هذا الورش! وحسب مصادر مهتمة بوضعية المعهد، فإن أشغال الهدم المتواصلة من الداخل «تجهل حقيقتها»، مما يدفع إلى «التخوف على المصير المجهول للمعهد في غياب معلومات وتوضيحات من خلال إشهار لوحة تقنية تبين طبيعة أشغال الورش ببناية المعهد الموسيقي»! الاصلاح ، وفق المصادر ذاتها ، يفرض كذلك اعادة النظر في الوضعية الادارية والمادية لأساتذة المعهد الموزعين على مختلف المعاهد الثمانية بالمقاطعات التابعة للمجلس الجماعي للدار البيضا، ومنهم من ينتظر أكثر من ثلاثة أشهر لصرف مستحقاتهم ، والتي لا تتجاوز في أحسن الاحوال 1300 درهم شهريا! كما يجب أن ينصب على البرامج ومعادلة الشواهد المسلمة من المعهد بتلك الممنوحة من طرف وزارة الثقافة لولوج سوق العمل!