كما كان منتظرا، أطاح صلاح الدين مزوار، زعيم «الحركة التصحيحية» لحزب التجمع، بالرئيس السابق، مصطفى المنصوري، وذلك ردا على عملية الطرد الجماعي الذي أقرته اللجنة المركزية للحزب نفسه بالرباط، والذي استهدف «مزوار ومن معه». وقد وعد الرئيس الثالث للتجمع الوطني، في كلمة دامت ساعتين وخمس دقائق ألقاها خلال أشغال المجلس، بأن الحزب سيكون هو القوة الأولى في البلاد سنة 2012. وأوضح أنه ابتداء من الأسبوع المقبل سيبدأ النقاش في الأقاليم والجهات لتحريك دواليب الحزب وفق هذه الدينامية الجديدة وتجاوز كل الاخطاء لتصحيح مساره ليكون قوة سياسية فاعلة. وقد تبين من خلال الأجواء التي سيطرت على أشغال المجلس الوطني أن كل الأمور سارت وفق ما أراده أعضاء «الحركة التصحيحية»، خاصة من خلال غياب الرئيس المطاح به. وهكذا خلا الجو لانتخاب صلاح الدين مزوار بهدوء وفي عمليتين الأولى برفع الأيدي والثانية بالاقتراع السري، حيث فوجئت القاعة برشيد الساسي يرشح نفسه للرئاسة مما أربك عملية التصويت الأولى المعتمدة على رفع الأيدي، بل وقع اندفاع وضجيج. وفي الأخير تم الالتجاء إلى الاقتراع السري الذي رجح كفة صلاح الدين مزوار ب 610 صوتا مقابل 8 لرشيد الساسي. وفي ندوة صحفية عقدتها القيادة الجديدة للتجمع صبيحة يوم أمس، خص محمد أوجار حزبي الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، حيث اعتبر أن «الاتحاد الاشتراكي حليفا اشتغلنا معه بنجاح كبير وفعالية، وهو الأقرب إلينا، بينما نتقاسم مع «البام» الكثير من التصورات في مقاربة الوضع والأفكار من أجل مستقبل البلاد». وبعد انتخابه، تلقى صلاح الدين مزوار برقية تهنئة من جلالة الملك قال فيها «يطيب لنا، بمناسبة انتخابك رئيسا لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن نعرب لك عن تهانينا على الثقة التي حظيت بها على رأس هذه الهيأة السياسية الوطنية، تقديرا لخصالك الإنسانية، ومؤهلاتك القيادية...». وأضافت البرقية «إننا لندعو لك، ولكافة أعضاء الهيئة المسيرة، بالسداد في السير بهذا الحزب الوازن، بمنظور مستقبلي بناء، إلى بلوغ ما يتطلع إليه مناضلوه ومناضلاته، من تلاحم متين لكافة مكوناته، واستنهاض لكل طاقاته الحية للإسهام الفعال، إسوة بالأحزاب الوطنية الجادة، في حسن تمثيل المواطنين وتأطيرهم، للإنخراط القوي في ما نقوده من تحصين للوحدة العتيدة للمملكة، ومن ترسيخ للبناء الديمقراطي لمؤسساتها، ونهوض بالتنمية الشاملة لبلادنا..».