انتخب المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار بالإجماع، اليوم السبت بمراكش، صلاح الدين مزوار رئيسا جديدا للحزب خلفا لمصطفى المنصوري. يأتي ذلك بعد أن قررت محكمة الاستئناف بالرباط أمس الجمعة تأييد القرار الابتدائي برفض الطلب الذي تقدم به دفاع مصطفى المنصوري ، بمنع انعقاد المجلس الوطني للتجمع الوطني للأحرار الذي دعت إليه (الحركة التصحيحية). ولم يشكل وصول مزوار لرئاسة التجمع الوطني للاحرار أية مفاجأة للطبقة السياسية، فقد كان واضحا منذ عدة أسابيع أن مزوار المدعوم بغالبية أعضاء المجلس الوطني واللجنة المركزية، يسعى للإطاحة بالمنصوري بعد أن بلغ الخلاف بينهما نقطة اللاعودة وفشل محاولات الصلح التي حاول القيام بها في آخر لحظة أعضاء من الحزب. وفقد المنصوري، هيبته في المدة الأخيرة، كرئيس لمجلس النواب، حين بادر أحد وزراء حزبه السابقين إلى مقاضاته أمام المحاكم على خلفية أن المنصوري، قال في اجتماع حزبي، أن محمد بوسعيد، وزير السياحة السابق طلب منه التوسط لدى السلطات في مدينة فاس، حيث كان ينوي الترشح في الانتخابات التشريعية الأخيرة. وهي المرة الأولى في التاريخ السياسي والقضائي بالمغرب، يجد فيها رئيس مجلس النواب نفسه في مواجهة المحاكم. وبذلك سيكون مزوار ثالث رئيس للحزب الذي تأسس عام 1978 بزعامة الوزير الأول السابق أحمد عصمان صهر الملك الراحل الحسن الثاني، ليصبح منذ سنة 1981 الدرع الواقي لعدة حكومات تعاقبت على المغرب. وكان أحمد عصمان، الزعيم الروحي للحزب، شكل، بعد الانتخابات التشريعية لسنة 1977 فريقا برلمانيا يضم أكثر من 148 نائبًا. إلا أنه في سنة 1983 عصف انشقاق بالحزب، ليعلن عن ميلاد الحزب الوطني الديمقراطي، برئاسة محمد أرسلان الجديدي، فيما التحق آخرون بالاتحاد الدستوري. وفي ماي 2007، اختير المنصوري خلفا لأحمد عصمان، لتبدأ مرحلة جديدة لم تخلو من توترات داخلية وصراعات التيارات، والتجمع الوطني للأحرار يحسب على اليمين الوسط، ويمثل البرجوازية الصناعية والتجارية، وقد استقطب تلك الطبقة حيث إن 15 من أعضاء مكتبه السياسي البالغ 25 رجال أعمال. وشارك التجمع في حكومات، منها في حكومة التناوب، التي تجمع بين أحزاب الكتلة وأحزاب الوسط، برئاسة الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الأسبق عبد الرحمن اليوسفي، كما أن يشارك حليا في الحكومة الحالية التي يقودها الاستقلالي عباس الفاسي. نبذة عن صلاح الدين مزوار ازداد صلاح الدين مزوار، الذي انتخبه المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار بالإجماع، اليوم السبت بمراكش، رئيسا جديدا للحزب، سنة 1953 بمدينة مكناس. ومزوار حاصل على دبلوم عالي من جامعة فونتينبلو (فرنسا) وعلى دبلوم الدراسات المعمقة في العلوم الاقتصادية من جامعة العلوم الاجتماعية بغرونوبل بفرنسا، ودبلوم السلك العالي في التدبير من المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالدار البيضاء. وقد عمل مزوار في بداية الثمانينات بالقسم الإداري في وكالتي توزيع الماء والكهرباء بالرباط وطنجة، قبل أن يلتحق بمكتب استغلال الموانئ. وفي سنة 1991 ، التحق بمجموعة إسبانية متخصصة في صناعة النسيج وعين مديرا عاما لفرعها بمدينة سطات، ثم تولى مهمة مدير تجاري للمجموعة نفسها بالنسبة للمغرب وإفريقيا والشرق الأوسط. وانتخب في يونيو 2002 رئيسا للجمعية المغربية للصناعات النسيجية والملابس. وقد عين صلاح الدين مزوار عام 2004 وزيرا للصناعة والتجارة وتأهيل الإقتصاد، وفي 15 أكتوبر 2007 وزيرا للاقتصاد والمالية، وهو المنصب الذي يشغله حتى الآن .