تخليذا للذكرى 18 لرحيل الفقيد عبد الرحيم بوعبيد الجمعة 8 يناير 2010 على الساعة 16 و30 دقيقة بمقر مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد بمشاركة:المجاهد الأستاذ أبو بكر القادري، الأستاذ محمد الأشعري وثلة من فعاليات المجتمع المدني. ورقة تقديمية: سواء في المغرب أو خارجه، عادة ما يرتبط تنامي الشعور بالوطنية والقيم المجسدة لها بفترات عصيبة ودرامية من تاريخ الشعوب. وتتجلى هذه الظاهرة في جزء منها بما يسمى ب «أخلاقيات الواجب» المرتبطة بالولاء للوطن، وبشكل أعم، بوجود نزعة تتجاوز الفرد وتسمو على الاعتبارات والمصالح الشخصية. كما كان الشأن في المعركة من أجل استقلال المغرب ثم من أجل بناء مغرب حر ومتقدم. في مغرب اليوم، هناك عدد من المؤشرات المرتبطة بالتحولات الاجتماعية والثقافية والديموغرافية، توحي بتخلخل المنظومة الأخلاقية مع استنفاد الأسباب المحركة لها، لاسيما في ظل تراجع القدرة التعبوية للإيديولوجيات الكبرى. في حين أن النقاش العام يميل، في بعض مظاهره، إلى اختزال مفهوم الوطنية بالتركيز فقط على الجانب الهوياتي منه بمعزل عن بعديه الاجتماعي والديمقراطي. لذلك يبدو أن الحث على الوطنية وفق هذا المنظور، قد افتقد قدرته على مخاطبة وجدان مغاربة اليوم وكأنه لا يتماشى مع مستلزمات قيم المواطنة الحقيقية. وبعيدا عن أي حنين إلى العصر الذهبي لحس الوطنية، فإن شخصية عبد الرحيم بوعبيد قد تسائلنا باعتبار ما يجسده مساره من فكرة التشبث بروح وطنية ملتصقة بمشروع التحرر الاجتماعي والسياسي. وقد بين عبد الرحيم بوعبيد، لاسيما من خلال التزامه بالدفاع عن قضية الوحدة الترابية، على أن التشبع بالقيم الوطنية لا يمكن تجزيئه عن احترام حرية وكرامة المواطن المغربي. وفي هذا الربط بين الأمرين تكمن قوة رسالته التي مازالت تحتفظ براهنيتها. وخلافا للشكاوي المترددة بشأن تراجع القيم الوطنية، ربما ينبغي لنا أن نخلص اليوم إلى أنه بقدر ما يشكل حب الوطن قيمة ثابتة، فإن أشكال ووجوه ومظاهر هذا الحب قد تتغير من دون شك... الشيء الذي يفرض علينا أن نستحضر رؤى الأجيال التي سبقتنا، وأن ننصت بتمعن إلى تطلعات ورؤى الشباب الحالية. فمن خلال هذا الحوار، نطمح الى التأليف بين الأجيال، ووضع أسس صلة وصل توحى باستمرارية الحس الوطني مهما تغيرت تجلياته.