بعد عودتها إلى أرض الوطن توصلت السيدة فاطمة.س (مقيمة بأرض المهجر) بإرسالية من النيابة العامة تحت عدد 1590/05 بتاريخ 06/06/2005، موضوعها أن مجموعة من سكان الحي، الذي تقطنه بتاوريرت، يشتكون من كونها خصصت منزلا كوكر للدعارة والفساد، وبعد الاستماع إليها من طرف الضابطة القضائية تبين للنيابة العامة أن السيدة موضوع الشكاية غير مقيمة بأرض لوطن، وأن الشكاية لا أساس لها من الصحة واتخذت بشأنها قرار الحفظ. ونظرا لكون موضوع الإرسالية يتعلق بالطعن في الشرف، طالبت المتضررة بتحريك دعوى المتابعة من أجل الوشاية الكاذبة، وحسب ملخص المحكمة استمعت الضابطة القضائية لبعض الموقعين على الشكاية بتاريخ 29/08/2005 بمحضر عدد 322/ش.ق، حيث صرح أحدهم أن السيد (م.ب) والذي يشتغل عدلا بتاوريرت، أخبره أنه سيقوم برفع شكاية ضد المسماة (ف.س)، وطلب منه أن يوقع على عريضة وقع عليها سكان الحي فوقع، كما صرح موقع آخر أنه يجهل موضوع العريضة وأن توقيعه مزور وأنه سبق له أن وقع على عريضة مع سكان الحي تخص أئمة المسجد، وأنه قد سبق للسيد (م.ب) أن طلب منه أن يدلي بشهادة فرفض لكونه لم يحضر النزاع، وأما موقع آخر فصرح أن (م.ب) أخبره أنه أدرج اسمه في عريضة، وبخصوص التوقيع أكد أنه مزور. وبعد الاستماع إلى المدعى عليه م.ب (مزداد سنة 1940) أكد مضمون الإرسالية بالرغم من أنه لم يوقع على العريضة، ليصبح بذلك متابعا بجنحة الوشاية الكاذبة واستعمال التحايل لحمل الغير على الإدلاء بشهادة المنصوص على عقوبتها في الفصول 445-373 من القانون الجنائي، ملف عدد 1821/05 أمام محكمة المركز القضائي بتاريرت. وبناءا على إدراج القضية بعدة جلسات لم تعتمد فيها المحكمة إلا على جلستين، جلسة 26/02/2008 والتي استمعت فيها إلى شاهد واحد ممن استمعت إليه الضابطة القضائية حيث أكد أنه لم يسبق أن وقع عريضة للظنين في مواجهة المشتكية، ونفى توقيعه، وجلسة 19/05/2009 حيث تخلف الجميع إلا محامي الظنين، واعتبرت القضية جاهزة وقررت حجز القضية للمداولة. وبعد دراستها للملف صرحت المحكمة في حكمها عدد 807 بتاريخ 02/06/2009 أنه لم يثبت لها الأفعال المنسوبة للمتهم، وأن العريضة لم تتضمن اسمه، وقضت ببراءته إعمالا لمبدأ الأصل هو البراءة والشك يفسر لصالح المتهم. ويذلك تكون السيدة (ف.س) قضت 4 سنوات بين دهاليز المحكمة لرد الاعتبار لشرفها، وبالرغم من كل ما أدلى به الموقعون والمتهم بمحاضر الضابطة القضائية، لم تتمكن من ذلك، فاستأنفت الحكم، وهي الآن تقضي أوقاتها ذهابا وإيابا بين إسبانيا والمغرب لحضور الجلسات بمحكمة الاستئناف بوجدة، حيث تروج القضية حاليا، وكلها أمل في أن يتم إنصافها.