تابعت بكثير من الحسرة والألم ما تعرض له المشاركون في قافلة »شريان الحياة 3« في مدينة العريش المصرية على أيدي قوات القمع المصرية. فهذه مصر الرسمية تتضايق وتضع العراقيل وتقدم الذرائع لمنع وصول حفنة من المواد الغذائية والأدوية يعلم الجميع أنها ليست سوى قطرة أمل في بحر من البؤس والحرمان يعيشه أزيد من مليون ونصف فلسطيني في غزة. لماذا كل هذا الضيق من بضعة أطنان من الأغذية يحملها بعض ممن لازالت في قلوبهم ذرة حياة إلى أطفال ونساء وشيوخ في غزة محاصرين من كل جهة، مازالت آثار جرائم الحرب الاسرائيلية ضدهم ماثلة أمامهم... في نفس الوقت تتواصل على قدم وساق أعمال بناء جدار غازل من الفولاذ على حدود رفح المصرية بدعوى حماية أمن مصر القومي... وكأن أهالي غزة وأطفالها هم الأعداء وليس الصهاينة. في خضم هذه الأحداث يتواجد على أرض مصر مئات اليهود ليس في العريش، ولكن شمال القاهرة - للاحتفال بذكرى مولد حاخام يهودي يدعى يعقوب أبو حصيرة مدفون في قرية دميتو تحكي الروايات أن له »كرامات«، ويخلد اليهود ذكرى ميلاده كل سنة بإقامة طقوس تضايق أهالي البلدة المسلمين. وبالرغم من قرار المحكمة الإدارية العليا المصرية بمنع الاحتفال لما يحمله من استفزاز وازعاج للأهالي، فإن رئيس وزراء اسرائيل استطاع قبل أسبوع اقناع رئيس مصر المصونة بالسماح لليهود بالاحتفال بميلاد حاخامهم وتوفير الحماية الكافية لهم، وهو ما تم بالفعل. هل رأيتم ذلا ومهانة أكثر من هذه؟، فهذه مصر المحروسة بملايينها الثمانين تقف مرعوبة أمام كيان غاصب محتل. أوامره تنفذ على الفور، وطلباته يستجاب لها دون تردد... أيها الحاكمون في أرض الكنانة أرجوكم دعوا غالوي ورفاقه يقدمون جرعة لأهالي غزة، احترموا قرارات القضاء المصري، استمعوا إلى ما يريده بسطاء مصر وشرفاؤها، لماذا تنفذون تماما ما يريده أعداء غزة.