ما أن تخطو خطواتك الأولى قادما من شارع للاالياقوت صوب ممر الأمير مولاي عبد الله من أجل التجول أو الجلوس بإحدى المقاهي أو لمجرد المرور فقط نحو وجهة أخرى، حتى يتقدم إليك شبان من الجنسين ويبادرك أحدهم بابتسامة مصطنعة الهدف منها إدخال بعض الاطمئنان إليك، مادامت أساريره منفرجة كي تشجعك على قبول الحديث إليه/معه، وسرعان ما يخاطبك بجمل ممزوجة بين الفرنسية والعربية قائلا «بون سوار احنا الناس ديال السياحة، ممكن نديرو معاك واحد البحث» ؟! سؤال يرفضه العديدون بطريقة لبقة دون صد المعنيين بالأمر بشكل جاف، إلا أن هذا الحلم سرعان مايفتقد لسبب بسيط وهو تكرار نفس السؤال مرات ومرات بنفس الممر لحظات قليلة بعد التحدث إلى المجموعة الأولى! فما أن يخطو المرء رفقة زوجته وأبنائه أمتارا بسيطة حتى يتقدم إليه أشخاص يكررون نفس الأمر، فمجموعة ثالثة ورابعة وأخرى، إلى أن يفقد المرء صبره أمام كل هذا الإزعاج الذي لايقتصر على الممر المذكور، بل يشمل كورنيش عين الذئاب وبعض المراكز التجارية الكبرى ، وإن كان ب «البرانس» يبدو بشكل أكثر حدة! «احنا الناس ديال السياحة» جملة لايستوعب معها المتلقي إن كان الأمر يتعلق بممثلين لوكالات للسياحة والأسفار، أو شركة خاصة بالسياحة أم مندوبين عن وزارة السياحة أو أشخاص يقومون بأبحاث ودراسة ميدانية لواقع السياحة الداخلية... وبعيدا عن التدقيق في الأمر، وبعيدا عن مدى صدقية/جدية مضمون الحوار والاستمارات التي يتم ملؤها والجوائز التي يدعي أصحابها أنها صارت في متناول المستجوبين والتي يكفي الانخراط معهم للاستفادة منها مقابل مبالغ مالية بالطبع، وهو ما عبر العديدون عن سخطهم فيما بعد للمسار الذي وجدوا أنفسهم يساقون إليه ... وبعيدا عن أي شيء آخر، تبقى سكينة المواطن وعدم إزعاجه أثناء تجواله بالشارع العام مطلبا أساسيا يتعبأ/يتجند العديدون لفرض عدم استمتاعه به وإقلاق راحته من قبل «أصحاب السياحة» والباعة المتجولين والمتسولين... وأشخاص آخرين!