اسمها الشروق، وهي جريدة جزائرية يمكن أن نؤكد بأنها توجد اليوم، في حالة شرود بخصوص الموقف من المغرب ومن قضيته الوطنية. هذه الجريدة التي تعتبر الأولى من حيث المبيعات في الجزائر (مليونا نسخة يوميا)، جريدة اختارت أن تنحاز ضد مصالح الشعب المغربي وقضاياه الحيوية، حين قررت منح ما سمته ب «درع الشروق» للانفصالية أميناتو حيدر. وما يتضح من هذا الموقف، هو أن هذه الجريدة بدل أن تكون على التزام بالمهنية والموضوعية والحياد، فضلت أن تكون بوقاً لدعاة الانفصال والارتزاق. والحقيقة، أنها ضلت الطريق، لأن هذا الدرع، الأولى به، كانت جميلة بوحيرد، التي وجهت نداء استغاثة عبر هذه الجريدة نفسها لمواجهة تكاليف العلاج. لكن الظاهر هو أن عدداً من النخب والقيادات في الجزائر، تتنكر للشهداء وللتاريخ، كما تنكرت لتضامن الشعب المغربي حول الثورة الجزائرية. والملاحظ، أن هذه الجريدة التي تعاكس مصالح المغرب، هي نفسها الجريدة التي وتَّرت الأجواء مع الشعب المصري، بمناسبة إقصائيات كأس العالم في كرة القدم، أي أنها جريدة «الإعلام المسموم» الذي لا يساهم في بناء أواصر التعاون والتضامن والمحبة والأخوة بين الشعوب العربية، بل الاعلام الذي يلتقط كل ما يمكن أن يساهم في تأزيم العلاقات العربية العربية، ويعمل على تضخيمه وتوظيفه، التوظيف الذي يصب الزيت على النار. الجدير بالإشارة إلى أن مبيعات هذه الجريدة قد ارتفعت في شهر رمضان الماضي، والذي ساهم في ذلك، هي الطباخة المغربية المشهورة «شميشة» التي كانت تقدم يومياً على صفحات هذه الجريدة وصفات لوجبات مختارة كانت تفتح شهية الجزائريات والجزائريين لاقتناء هذه الجريدة. وبالمناسبة يمكن أن نشير إلى أن «الأكل المغربي» يمكن أن يكون أحسن سفير للمغرب في ظل الديبلوماسية المغربية المهزوزة. وفي هذا الصدد، يتضح أن شميشة قد ربطت جسوراً أخرى في التواصل بين الجارين الشقيقين ،جسورا عمقتها تلك الوجبات اللذيذة، لكن الملاحظ أن «الشروق» أو «الشرود» اختارت في نهاية هذا العام، أن تقدم للقارىء الجزائري «وجبة انفصالية» عبر ذلك الدرع الذي كان ينبغي أن تتقلده بفخر واعتزاز، جميلة بوحيرد رمز الثورة الجزائرية.