يعاني السكان من منطقة آيت يحيى جماعة تنالت من غياب الخدمات الصحية وضعفها، إن وجدت، فأقرب مركز صحي قروي يبعد عن المنطقة بأكثر من 20 كلم، وآخر بحوالي 40 كلم تابع لمدينة تفراوت. وهذا ما يهدد صحة المواطنين وسلامة أطفالهم ومسنيهم، خصوصا وأن المنطقة جبلية وهو ما يعني وجود خطر الخنزير البري وهجماته والعقارب والثعابين والعناكب السامة، وكل ذلك يشكل أخطارا تهدد حياة الناس. ولعل الوفاة المؤسفة والمؤلمة للطفل حسن أخراز بنزلة برد أدت الى ضيق في التنفس نتيجة عدم التدخل في الوقت المناسب، وقبله طفل آخر تعرض لعضة كلب، وحالات أخرى نتيجة هجمات الخنازير. بالإضافة الى كون أكثر من نصف الساكنة من النساء والاطفال، مما يجعل وجود مركز صحي قروي أمرا ضروريا ومستعجلا. ويبقى للمسؤولين أن يتدخلوا لحل هذا المشكل بشكل حاسم. منطقة آيت يحيى عرضة للتهميش كغيرها من المناطق المغربية النائية التي يطالها التهميش، تعاني منطقة آيت يحيى من ضعف كبير في البنيات التحتية خصوصا منها الاساسية والحيوية. ففي المجال الصحي: غياب مركز صحي قروي بالمنطقة فالمواطنون يعانون الأمرين لإيصال مرضاهم الى أقرب مركز صحي قروي الذي يبعد عن بعض الدواوير ب 24 كلم وهو ما يعني معاناة أكبر مع طرق غير معبدة، وعرة، كما يتطلب مبلغا مهما لكراء وسيلة النقل وهو أمر كبير وعسير خصوصا وأن غالبية المواطنين ساكنة المنطقة من الفقراء الذين ليس لهم دخل قار. كما أن مشاكل أخرى تحول دون استفادة المواطنين من الخدمات الصحية، على بعدها. في المجال الطرقي: هناك دواوير معزولة كليا عن الجماعة كدوار (إمي نتملالت) وهناك دواوير شبه معزولة كدواوير: تكيتار تمضلوشت، ما يجعل إقامة مشروع طريق مباشر، بشراكة مع الجمعيات المحلية والمجالس الجهوية أمرا مستعجلا وضروريا لفك العزلة عن هذه المناطق، ولكي تستفيد أيضا الجماعة من موارد الوادي الذي يمر بالمنطقة، كما أن جهات أخرى ستستفيد من المشروع كالمؤسسات التعليمية والادارة المحلية ومصالح الصحة خصوصا أن أقرب طريق التفافية يبلغ طولها تقريبا 60 كلم. في حين يبلغ طول الطريق المطلوبة 6 الى 7 كلم. في المجال التربوي: أولا هناك هشاشة البنايات التعليمية وعدم إخضاعها لأي ترميم منذ سنوات، كما أن عوامل الطبيعة من أمطار غزيرة في الشتاء وحرارة مفرطة في الصيف قد أحدثت تشققات وتصدعات تهدد حياة التلاميذ والمدرسين كل الوقت. ثانيا غياب الربط بالتيار الكهربائي للمؤسسات التعليميية رغم أن الجماعة القروية قد تكلفت بإنجاز جميع أشغال الحفر ومد الاسلاك، ويبقى على الأكاديمية الجهوية إتمام المشروع بتوفير عدادات. ثالثا الهدر المدرسي، خصوصا لدى الفتيات عند وصولهن الى مستوى الإعدادي لغياب وسيلة نقل مدرسي. رابعا، المنطقة لا تستفيد من الانشطة التربوية والرياضية لفائدة الطفولة والشباب خصوصا المخيمات والمنافسات التربوية والفنية والرياضية. في مجال الماء الصالح للشرب والسقي: رغم أن المنطقة مغطاة باتفاقية المكتب الوطني للماء الصالح للشرب مع المنظمات الأجنبية، فإن دواوير ك: تيكتار أزوران لم يصلها الماء الصالح للشرب إلا ما حصل عليه السكان من اجتهاداتهم لإنشاء تجهيزات بسيطة لإيصال الماء من دواوير أخرى. فالضرورة تملي أن تُدمج هذه الدواوير في الاتفاقية لكي يقوم المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالدراسة وإنجاز المشاريع ومساهمة السكان لن تكون حاجزا، بل هم على أتم الاستعداد للمساهمة. الزيتون واللوز، والسكان يريدون تطويرها وتوسيعها لكن عدم استفادتهم من معونات الدولة في المجال الفلاحي خصوصا السقي، الشتائل، التأطير الفلاحي، يعوق مبادراتهم. والحال أنهم مستعدون للشراكة في تنمية منطقتهم فلاحيا حتى تكون لساكنتها موارد مالية ولو موسمية لإعانتهم على حاجياتهم. ولهذا يبقى تدخل عامل الإقليم ورئيس المجلس الاقليمي ورئيس مجلس الجهة ورؤساء المصالح المعنية ضروريا وملحا، خصوصا وأن ملتمسات جماعية قد أرسلت متعلقة بالمجالات المذكورة أعلاه، وهذا التدخل سوف يساهم بشكل كبير في تنمية المنطقة وتوفير أدنى الشروط لساكنتها الحالية (البسيطة الدخل) للبقاء فيها وعدم الهجرة منها.